رئيس التحرير
عصام كامل

أمنيات العام الجديد

ها قد مضى عام من أعمارنا جميعا، نجح فيه من نجح، وخسر من خسر، بينما هناك آخرون ينتظرون فيه المزيد من النجاحات أو حصول نجاحاتهم،  في العام المنصرم سقطت أوراق، وأينعت ثمار، فماذا كانت المحصلة؟

خائبو الظن والمحبطون رأوا في العام السابق ما رأه مالك في الخمر، بينما رأه آخرون عام فتح وخير وبركة، تعالت فيه صيحات الفرح والسرور كما تعالت فيه أيضا صرخات الألم، خسر من خسر وفرح من فرح، وتبقى دائما هكذا هي الحياة بكل ما فيها من أفراح ومآس فماذا تعلمنا؟

 

 بعضنا ربما يستفيد من عبر ودروس مرت به، بينما آخرون ما زالوا لاهثين لاعبين يبحثون عن صيد هنا أو مغنم هناك، غير مدركين أن ما يمرون به أو يجرون خلفه ربما يأخذ من أعمارهم، ولا تبقي لهم إلا لحظات الحسرة والندم علي ما فات، حينما يستيقظون ليجدوا دنيا غير الدنيا، وعالما غير عالم "أنا مش عارفني أنا مش فاكرني أنا مش أنا لا دي ملامحي ولا دي دي سني ولا ده أنا"، وآخرون ربما يغتنمون لحظات ولا أقول ساعات وأيام ليعيشوا فيها أعواما وأعمارا تضاف إلي أعمارهم وأعمالهم أعتقد أنهم هم الفائزون..

 

 

هؤلاء شمروا عن سواعدهم وفتحوا أشرعتهم وأجنحتهم في هذا العالم بما اكتسبوه من خبرات وقدرات، استطاعوا إخضاعها للسيطرة والتمكن، وتحقيق ما يصبون إليه، ربما بكثير من الصبر والحرمان والجد والمشقة وبكثير أيضا من الأحلام والآمال والأماني، التي استطاعوا تحويلها إلي واقع ليس لإسعاد أنفسهم فقط بل هؤلاء قدموا ما منحهم الله إياهم لنفعهم ونفع البشرية من حولهم، وحققوا بمقاييس الزمن ربما إنجازات وإعجازات ينظر إليها البعض بإكبار وتقدير، حيث سطروا أسماءهم وأعمالهم في سجل الخالدين، بينما بقي آخرون لاهثين لاعبين لا يلوون علي شيء إلا ما ستسفر عنه الأيام الخوالي.

الجريدة الرسمية