رئيس التحرير
عصام كامل

يا لها من دهشة

يتوحش في البلدان الأكثر تطعيمًا!

المدهش أن 99 دولة بحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية رصدت إصابات بمتحور أوميكرون الجديد الذي ينتشر على نحو سريع، والأكثر إدهاشًا أنه يتوغل بمستويات مرتفعة في البلدان الأكثر تطعيمًا لسكانها مثل أمريكا وألمانيا والهند وروسيا وإيطاليا وغيرها.. وهو ما يثير علامات استفهام عديدة: هل يرجع ذلك لقدرة المتحور الجديد على مقاومة اللقاحات أم لقدرته على الانتشار السريع.. أم للسببين معًا؟!

 

وأيًا ما تكن الإجابة فإنها تقودنا لسؤال أكثر أهمية وهو ما لم تجب عنه منظمة الصحة العالمية: ما درجة خطورة الإصابات في الدول الأكثر حصولًا على التطعيمات.. وما مدى فعالية تلك اللقاحات في وقف الزحف "الكوروني" إن صح التعبير.

 

الموجة الخامسة

 

ربما نحصل على طرف من الإجابة مما قاله وزير الصحة الألماني الذي توقع موجة خامسة هائلة من كورونا بسبب المتحور الجديد قائلًا “علينا أن نفترض أن موجة أوميكرون التي نواجهها دون أن نتمكن من منعها ستكون تحديًا كبيرًا لمستشفياتنا ووحدات عنايتنا المركزة وللمجتمع بأكمله.. فاللقاحات لم تفلح في صد هذه الموجة. إنها تقلل الآثار فقط دون أن تمنع الإصابات من المنبع”.

 

ورغم ما أعلنته منظمة الصحة العالمية سابقًا من أن كورونا ستختفي بحلول 2022.. لكن ما نراه اليوم من مؤشرات وأرقام إصابات ووفيات يؤكد أن كوفيد 19 رغم ملاحقته باللقاحات والعلاجات سوف يستمر معنا لفترة قد تطول أو تقصر حسب قوة ونجاعة اللقاحات والتزام الناس بالإجراءات الاحترازية المنشودة.. وربما مع تطوير الأمصال وتقدم الأبحاث تصبح كورونا مرضًا مثل الأنفلونزا الموسمية ونزلات البرد يمكن التعايش معها.

 

 

تحصين البشر ضد كورونا بات أمرًا ضروريًا لا مناص منه لا تعلو عليه أولوية أخرى؛ بعد أن أودى بحياة 5.5 مليون إنسان وأصاب نحو 280 مليونا آخرين حول العالم.. وأكثر الإصابات لا تزال في الهند وأمريكا والبرازيل وفرنسا وإنجلترا.. ولا تزال التقارير الواردة تؤكد أن الإصابات والوفيات في تزايد مستمر.. ولا يزال العلماء والأطباء في بحث مستمر لمحاصرة جائحة كوفيد 19 لكن دون نتائج حاسمة.

الجريدة الرسمية