رئيس التحرير
عصام كامل

المصيدة!

كان هناك فأر يعيش هانئًا في إحدى المزارع، وفى أحد الأيام رأى صاحبها يخرج مصيدة من صندوق.. فاندفع  كالمجنون في أرجاء المزرعة وهو يصيح: لقد جاءوا بمصيدة للفئران.. يا ويلنا.. هنا صاحت الدجاجة محتجة: لماذا تزعجنا بصياحك وعويلك؟! فالمصيدة سيتم إعدادها لك ولا شأن لنا بها.. هذه مشكلتك أنت وحدك.

 

فتوجه الفأر إلى الخروف وقال: الحذر، الحذر، ففي المزرعة مصيدة. فابتسم الخروف وقال: يا جبان يا رعديد.. لماذا تمارس السرقة والتخريب طالما أنك تخشى العواقب؟!.. ثم إنك المقصود بالمصيدة فلا توجع رءوسنا بصراخك، وأنصحك بالكف عن سرقة الطعام وقرض الحبال والأخشاب. هنا لم يجد الفأر مناصًا من الاستنجاد بالبقرة التي قالت له ضاحكة باستخفاف: في مزرعتنا مصيدة! يبدو أنهم يريدون اصطياد الأبقار بها.. هل أطلب اللجوء إلى حديقة الحيوان؟!

 

وبعد ما تبين له أن لا أحد يهتم قرر أن يتدبر أمر نفسه، وواصل التجسس على المزارع حتى عرف موضع المصيدة، وقرر الابتعاد عن مكمن الخطر.. ونام بعدها قرير العين.

وفجأة شق سكون الليل صوت المصيدة وهي تنطبق على فريسة.. وهرع الفأر إلى حيث المصيدة ليرى ثعبانًا يتلوى بعد أن أمسكت المصيدة بذيله، ثم جاءت بعد لحظات زوجة المزارع، وبسبب الظلام حسبته فأرًا وأمسكت بالمصيدة فعضها الثعبان، فذهب بها زوجها على الفور إلى المستشفى حيث تلقت إسعافات أولية، وعادت إلى البيت وهي تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة. 

 

فقام المزارع بذبح الدجاجة لتوفير حساء مغذ لزوجته.. وتدفق الأهل والجيران لتفقد أحوالها، فكان لابد من ذبح الخروف لإطعامهم. ولكن الزوجة المسكينة توفيت بعد صراع مع السموم دام عدة أيام، وجاء المعزون بالمئات.. فاضطر المزارع إلى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم.. 

 

 

وبذلك يكون الحيوان الوحيد الذي بقي على قيد الحياة هو الفأر الذي كان مستهدفًا بالمصيدة منذ البداية، ولكنه كان الوحيد الذي استشعر الخطر، بينما الآخرون حسبوا أنهم بعيدون عن المصيدة فلم يستشعروا الخطر، بل استخفوا بمخاوف الفأر، الذي كان يعرف بالغريزة والتجربة أن ضحايا المصيدة قد يكونون أكثر مما يتصورون.

الخلاصة: حتى لو كـانت المشكـلة التي تحدث قريبًا منك لا تعنيـك فى الوقت الراهن، فلا تستخف بهـا، وخذها على محمل الجد.. لأنه من الممكن أن تؤثر عليك نتائجها لاحقًا.

الجريدة الرسمية