رئيس التحرير
عصام كامل

بعد اتهام رئيس الموساد السابق بتسريب أسرار الدولة لعشيقته.. اضطراب داخل المجتمع الإسرائيلي

يوسي كوهين رئيس الموساد
يوسي كوهين رئيس الموساد الإسرائيلي السابق

أثارت اتهامات حول تسريب معلومات استخباراتية من رئيس الموساد السابق يوسي كوهين إلى مضيفة طيران متزوجة من رجل أعمال حالة من الاضطراب داخل مجتمع الاحتلال الإسرائيلي. 

 

الموساد الاسرائيلي 

وبين حالة اللغط الدائرة في دولة الاحتلال تسائل الاسرائيليين هل نحن بالفعل في دولة حقيقية تحفظ الأمن والأمان لمواطنيها. 

 

وبدأت القصة بتسريبات حول علاقة رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي السابق، يوسي كوهين، ومضيفة طيران، متزوجة من رجل أعمال يدعى جاي شيكر، والذي فضح العلاقة الاثمة لزوجته ورئيس الموساد وقصة معلومات خطيرة حصلت عليها زوجته من القيادي النافذ في المجتمع الإسرائيلي. 

 

وفيما يشبه العاصفة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل دفعت القضية اثنين من الإعلاميين الإسرائيليين، أحدهما مقدم البرنامج الذي ينسب إليه هذا التسريب، إلى توجيه تهديدات متبادلة وعلنية بينهما عبر موقع ”تويتر“.

 

وكشفت قناة ”أخبار 13“ العبرية قبل أيام، عبر برنامج التحقيقات (هاماكور) (المصدر)، تورط كوهين في علاقة عاطفية مع مضيفة جوية، وأكّدت أنه كشف أسرارًا استخبارية لعشيقته، عن عمليات نفذها ”الموساد“ حول العالم.

 

وشهدت منصات التواصل الاجتماعي في إسرائيل ردود فعل واسعة حول هذا التسريب، الذي يتزامن أيضًا مع الضجة المثارة حول تكرار إدلاء مسؤولين استخباريين وعسكريين إسرائيليين بتصريحات تحمل معلومات يبدو أنها تمس بالأمن القومي لإسرائيل.

 

القناة الـ13 الإسرائيلية 

وعلى عكس التحقيق الأصلي في قناة ”أخبار 13″، كشف بعض النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل، اسم المضيفة الجوية التي نشأت بينها وبين كوهين علاقة عاطفية، فضلًا عن صورها.

 

وتجدر الإشارة إلى أن زوج المضيفة نفسه، جاي شيكر، هو من تحدث علنًا عن تلك العلاقة، كما شنَّ هجومًا على رئيس ”الموساد“ السابق، وقال إنه دمر عائلته، الأمر الذي تركه عرضه للانتقادات واتهامات بفضح زوجته سعيًا للانتقام منها، كما قال مغردون إسرائيليون، فيما تعاطف معه آخرون.

 

ومثلًا قال الناشط الاجتماعي ومقدم البرامج الإذاعية، آيبي بنيامين، عبر حسابه على موقع تويتر، إن الحديث يجري عن مضيفة سابقة تدعى مايا هارئيل، وذكر بأن عشيقة رئيس ”الموساد“ السابق والتي كشف لها أسرار الدولة، لم تعد مضيفة، كما أنه لم يعد رئيسًا لـ ”الموساد“.

 

واستطرد قائلًا: ”لكن ها هي القصة الكبيرة: إن كلَّ جهاز استخباري كان بمقدوره إغراء الموديل عارض الأزياء (يقصد يوسي كوهين، وهو لقب أطلق عليه؛ نظرًا لأناقته من وجهة نظر من أطلقوا عليه هذا اللقب)، ورصد هذا الثرثار، المتدين، زير النساء، واستخلاص معلومات سرية منه، يمكنها أن تمس بأمن البلاد“.

 

وأعادت فتاة إسرائيلية تدعى شيرلي زيلكا، تغريدة بنيامين، وعقبت عليها بالقول، إن هارئيل ”لم تقم بأي جريمة ولم تهدد أمن إسرائيل، لكنها لم تعمل بشكل أخلاقي تجاه زوجها“، وتابعت: ”من نحن لكي نحكم؟ لا يوجد سبب لفضحها علنًا وكشفها بهذه الطريقة“.

 

وطالب الناشط يوفال ليشيم، بفتح تحقيق مع رئيس ”الموساد“ السابق في قضية المغلفات المالية التي تسلّمها من رجل الأعمال جيمس باكر.

 

هدايا الملياردير 

واتفقت معه شيرلي طال، وتساءلت: ”لماذا حقًّا لا يحققون معه في قضية الهدايا التي تلقاها من الملياردير؟“.

 

الأمر الذي انتقدته المغردة جاليلا شاروني، والتي علّقت بقولها: ”لماذا لا يحققون معه (أي يوسي كوهين) لأنه يعيش ويتنفس، أيها اليساريون البائسون“.

 

ولفتت مغردة تدعى أميرا بنياميني نيفو، بشأن عشيقة كوهين، إنها ”وقعت في نفس المكان الذي يقع فيه 99% من السكان، هذا أمر لا ينبغي أن يهمنا نحن الجمهور العريض، على الرغم من الفضول الذي ينتابنا“.

 

وانتقدت نشر صور عشيقة كوهين بملابس البحر والتسبب في إحراجها، وكتبت: ”ليست المشكلة هنا، إن المشكلة هي يوسي كوهين وسلوكه غير المسؤول تجاه الدولة“.

 

تراشق الإعلاميين

وزعم مقدم البرامج شيمعون ريكلين، من ”قناة 14″، عبر حسابه على تويتر، أن المادة الخاصة بقصة يوسي كوهين عرضت على وسائل إعلام مختلفة، منها قناة ”أخبار 12″، قبل أن تعرض على ”قناة 13“.

 

وقال إن محطات تلفزة رفضت نشرها بزعم أن الحديث يجري عن مادة صفراء (هابطة) وثرثرة، وإن ”الوحيد الذي وافق على النشر هو رافيف دروكر، وبالطبع تعلمون لماذا“.

وأثارت التغريدة غضب دروكر (مقدم برنامج هامكور بقناة أخبار 13)، والذي ردَّ عبر حسابه قائلًا: ”هذا كذب محض، أدعوك للتراجع عنه، قناة أخبار 12 ومحطات تلفزة أخرى دخلت في محاولات مستميتة مع شيكر (زوج المضيفة)“.

 

ورد ريكلين مجددا، وكتب: ”رافيف، على عكسك، أنا لا أنشر ثرثرة، على نقيضك أنا لا أحاول أن أدمر أعدائي السياسيين عبر غرفة النوم“.

 

وهنا هدد رافيف زميل مهنته ريكلين، ورد عليه بقوله: ”أدعوك للتراجع عن هذا، وإلا سأضطر لمقاضاتك“، ومن ثم أجابه ريكلين بقوله: ”محاولاتك لإسكاتي لا تخيفني، فلتقم بمقاضاتي“.

 

يا حسرتنا

المحلل السياسي ايتان زيلجر، كتب عبر حسابه، إن ظهور جاي شيكر (زوج عشيقة كوهين) في برنامج رافيف دروكر ”يعد أحد أحط المقابلات التلفزيونية التي حدثت، إنها أسوأ من كشف إخفاقات يوسي كوهين، كان يفترض أن يظهر شيكر وقد تم إخفاء وجهه وتغيير صوته، وهكذا دفعت سيدة وأبناؤها ثمن انتقام الزوج والرغبة في تحقيق نسبة مشاهدة عالية“.

 

ورأى الناشط شموئيل جيميل، أن ”من يعتقد بأن يوسي كوهين سرّب أسرار الدولة لا يفهم ببساطة عن أي شيء يتحدث، إن يوسي كوهين هو الاسم المرادف لشخص مناور على أعلى مستوى ممكن، واستخدام هذه القدرة ساعده كثيرا في الحفاظ على أمن البلاد“.

 

وقال جونين بن يتسحاق، عبر حسابه: ”طالما قام رجل أسواق المال جاي شيكر (الزوج)، بضبط كبير جواسيس إسرائيل (يوسي كوهين) متلبسًا، وإذا كان هذا هو مستوى كوهين، إذًا يا حسرتنا“.

 

وأضاف: ”لا يوجد شك أنه في فترة ولاية كوهين تحققت إنجازات تستحق التقدير، لكن رئيسًا مثله للموساد يصل إلى هذا المستوى المنحط الذي يفتقر إلى الحذر، لم يكن ليستحق أن يشغل هذا المنصب أو أي منصب رسمي“.

 

ليس الوحيد

وكتب المحلل يوني بن مناحم عبر حسابه على تويتر، إن ”من يعتقد بأن قضية المضيفة العشيقة لرئيس الموساد السابق يوسي كوهين هي نهاية المطاف، فهو مخطئ بشدة، هناك معلومات جديدة عن أفعاله كرئيس للموساد تتدفق لوسائل الإعلام الإسرائيلية (الصفراء) من مصادر لديها مصلحة، الكلمة الأخيرة لم تقل بعد“.

 

وذكر أيضًا، أن مصدرا رفيعا مطلعا سأله: ”لماذا ركزوا فقط على يوسي كوهين؟ هو ليس رئيس الموساد الوحيد الذي كانت له عشيقة، لقد كان هناك رئيس آخر للموساد على الأقل له عشيقة، وتسبب في فضيحة كبيرة“.

 

وطلب الناشط ايريز كيلر، من صاحب التغريدة السابقة معلومات عن رئيس الموساد الذي يقصده، والذي تورط في فضيحة من هذا النوع بدوره، وعلّق على التغريدة السابقة، قائلا: ”هل هناك مخاوف من أن رئيس الموساد الذي تقصده كشف أسرارا لعشيقته وزوجها؟، هل رئيس الموساد المجهول هذا استغل منصبه من أجل التنكيل بزوج عشيقته؟“.

 

وهنا ردّ عليه بن مناحم بقوله: ”لا يمكنني أن أفصل حاليًا، ولكنها كانت فضيحة كبرى“.

العلاقة الغرامية

وكان أفاد البرنامج الاستقصائي التلفزيوني للقناة الـ13 الاسرائيلية أن العلاقة الغرامية بدأت أواخر 2018، حيث تفاخر كوهين بنقل تفاصيل سرية عدة للزوجين، تتعلق بعمليات التجسس التي تقودها الوكالة حول العالم، وبرحلاته العالمية أيضا.

 

وبحسب الزوج فإن كوهين كان ثرثارًا، قائلًا إن كوهين روى له أنه كان يجلس مع طبيب زعيم عربي معروف، فيما روى جي شيكر الوجه المعروف في الأسواق المالية الإسرائيلية، أن كوهين روى له تفاصيل تتعلق بأسلوب إدارته للوكالة، إذ أخبره كوهين بأنه طرد ستة موظفين كبارا دون شفقة، عندما تم تعيينه رئيسا للموساد، رغم اعتقادهم أنه أفضل صديق لهم، قائلا: عنهم  نهم لم يكونوا جيدين ومخلصين.

الجريدة الرسمية