رئيس التحرير
عصام كامل

ردا على الاتهامات.. زى النهاردة منح الأديب توفيق الحكيم وسام الجمهورية

الرئيس عبد الناصر
الرئيس عبد الناصر يمنح توفيق الحكيم الوسام

تعرض الأديب توفيق الحكيم لحملة صحفية شرسة في أواخر الخمسينات من القرن الماضى، حيث اتهمه بعض الكتاب بسرقة موضوعات كتبه من كتب أجنبية، وثار أدباء آخرون من أجل مناصرة توفيق الحكيم، واتهموا الجريدة التي تتهمه بالسعى إلى الإثارة الصحفية؛ لزيادة التوزيع غير عابئة بتشويه إنتاج أديب كبير يعتبر إنتاجه ثروة قومية.

 

وطلب الكاتب الصحفي محمد التابعي من الأديب عباس محمود العقاد أن يشترك في الحملة ليكون حكما بين المتنازعين، ونشر العقاد مقالين حكم فيهما ببراءة الاديب توفيق الحكيم من تهمة الاقتباس، بينما التزم توفيق الحكيم الصمت، 

وسام الجمهورية 

وفجأة ووسط هذه الحملة الشائكة أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قراره في 21 ديسمبر 1960 بمنح توفيق الحكيم أكبر وسام في الدولة وهو وسام الجمهورية، مما كان له صدى بين أهل الأدب والفكر والفن اعترافا بالإنتاج الرفيع 

مقالب اصدقاء الحكيم 

نشرت مجلة المصور عام 1958 تزامنا مع  تفكير الدولة في إقامة السد العالى وطلب التمويل من البنك الدولى ثم تأميم القنال  والاستعداد لتنفيذ مشروع السد خبرا يقول: ان توفيق الحكيم لم يصدق هذا التكريم بالوسام حتى انه اعتبر الخبر  مقلب من مقالب أصدقائه الادباء. 


فبمجرد اعلان رئاسة الجمهورية عن الوسام اتفق الأدباء على أن يتجمعوا أمام المجلس الأعلى للفنون والآداب لتقديم التهنئة إلى توفيق الحكيم ثم الاتجاه إلى القصر الجمهورى لتقديم الشكر والعرفان إلى الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة منحه وسام الجمهورية أرفع وسام في الدولة الى الاديب توفيق الحكيم.

وعلى الفورتحدث مندوب مجلة المصور مع توفيق الحكيم الذي عبر عن شعوره فور تلقيه نبأ الوسام الذي كان مفاجأة لم يصدقها واعتقد أنها شائعة دبرها له أبطال المقالب في دنيا الصحافة والأدب.

حكاية توفيق الحكيم 

قال توفيق الحكيم للمجلة: كنت جالسا في ركن منعزل من كازينو جروبى أتناول قدحا من القهوة، ورن التليفون في جروبى وقال المتحدث هنا رئاسة الجمهورية الأستاذ توفيق الحكيم موجود؟

تبرع الجرسون قائلا: لأ مش موجود وجاء ليبلغنى بما حدث، فقلت له عملت طيب وقلت لنفسى إنه ليس من المعقول أن يطلبنى رئاسة الجمهورية اكيد هذا مقلب من اصدقائى الادباء الذين فعلت بهم المقالب.

وفى الثالثة عصرا كنت في طريقى إلى سينما مترو لمشاهدة فيلم "يوريس كارلوف" فقابلنى أحد الصحفيين وقال مبروك أن الوسام شرف للادب والادباء، قلت له ياسيدى الله يحفظك ظنا منه أنه يقصد بالوسام الحملة التي شنتها عليه الأقلام، قابلنى صديق ثان وثالث وكلهم يهنئون بالوسام، وصحت فيهم: وسام إيه يا جماعة؟ قالوا الرئيس أنعم عليك بأرفع وسام في الدولة، لم أصدق واحدا منهم وقلت هو الهزار والمقالب توصل لكده، قالوا: دا الخبر منشور في الصحف المسائية، لكنى لم أصدق إلا حين قال لى صديق وليس صحفى إنه قرأ الخبر، 

عبد الناصر يمنح توفيق الحكيم الوسام 

قالت المجلة  تعليقا على الحدث:كان الرئيس قد قرأ قصة عودة الروح ووجد فيها عبارات على لسان عالم آثار فرنسى في حديث له مع مهندس إنجليزي يعمل في مصر الذي قال:"هل رأيت في بلد أشقى من هؤلاء المساكين؟، أوجدت أفقر من الفلاح المصرى ولا أهول عملا، إنى أعلم ذلك فقد اشتغلت بالحفر والبحث عن الآثار المصرية في قرى الصعيد وعرفت الفلاحين الذين يعملون ليل نهار في البرد القارس والشمس الحارقة مع كسرة من خبز الذرة وقطعة من الجبن وبعض اعواد السريس وغيره، ومع ذلك يجدون لذة في هذا الكفاح المشترك  ، لا تستهين بهذا الشعب الصبور، لأن القوة كامنة فيه، وحتما سيأتى بمعجزة أخرى غير معجزة الأهرامات احدى عجائب الدنيا السبع.
تأمل عبد الناصر هذه العبارات الشقية عن الفلاح المصرى كما حكى لتوفيق الحكيم فيما بعد.
قالت المجلة ان المعجزة التي تحدث عنها اديبنا الكبير توفيق الحكيم حدثت بالفعل وقامت ثورة يوليو 1952 وستضيف الى الاهرامات هرما هو بناء السد العالى.
 

الجريدة الرسمية