رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا أصبح الإسلام السياسي غير قادر على مخاطبة الجماهير العربية؟ ‏

الإسلام السياسي
الإسلام السياسي

على مدار أكثر من أربعة عقود، وخطاب تيارات الإسلام السياسي هو الأكثر قدرة على إقناع الجماهير، الخلطة الذهبية ‏للدين بالسياسة كانت قادرة على إقناع الناس أن أصعب الأزمات في الوطن خلفها ابتعاد الناس عن الدين وعدم تولي ‏تيارات مؤمنة بهذا الحل للحكم.‏

القدرة على القيادة 

وعندما تولى تيارات الإسلام السياسي الحكم، فشلت تماما في إثبات صحة هذه النظرية، فبجانب الالتزام الديني، يجب أن ‏تكون هناك مقدرة سياسية على القيادة، وتوافر كادر بشرى صالح للأدوار المطلوبة منه في مختلف المجالات. ‏

ويقول رستم محمود، الكاتب والباحث السوري في شئون الجماعات الإسلامية، إن مختلف تيارات الإسلام السياسي في بلدان ‏منطقتنا لم تتحطم لأسباب سياسية فقط، بل لأنها لم تعد تملك خطابًا لافتًا وساحرًا ومؤثرًا تقوله كما كانت دائما.‏

وأضاف: هذه التيارات التي كانت طوال تاريخها السياسي، منذ أوائل القرن الماضي وحتى الآن، لا تملك مشروعًا ورؤية بل ‏لم تملك إلا الخطاب، الذي فقدته مؤخرًا أيضا. ‏

وأوضح محمود أن البلدان التي خاضت فعاليات انتخابية مؤخرا أثبتت أن قاعدة الإسلام السياسي لم تعد كما كانت، حيث هزم ‏الإسلام السياسي الشيعي والسُني والكُردي منه على السواء، كما حدث في انتخابات العراق. ‏

إغراء الجماهير 

استكمل: لم يعد الإسلام السياسي قادرًا على إغراء الجماهير بخطابه التقليدي عن المحرومين والمستضعفين الذين ‏يواجهون طُغمة من الفاسدين، لافتا إلى أن الكل أصبح يعرف جيدًا أن الإسلاميين، وخاصة الإخوان لايملكون مضمونًا لحل ‏الأزمات.‏

وأضاف: سياسات وسلوكيات هذه التيارات التي كانت تحكمها طوال السنوات الماضية، لم يعد أمرًا ذو معنى للجماهير ‏العربية، فأن يأت حزب أو تيار كُل برنامجه السياسي عبارة عن خطابات طويلة حول مظلومية الإسلاميين ويسعى للظفر ‏بأصوات وولاء ملايين الشُبان عبر ترسانة من الشيوخ الذين يستطيعون قول ذلك بدرامية تشبه المسرحيات الإغريقية ‏القديمة لم يعد له قيمة. ‏

وأشار الباحث إلى أن الجماهير العربية أصبحت على وعي كبير بمشكلات الإسلاميين، فما تجده في مصر ستجده في العراق ‏والمغرب وسوريا ولبنان وبلدان الخليج العربي، مردفا: بسبب الوعي الإسلام السياسي فقد لسانه الذي أهم سلاح له خلال ‏السنوات الماضية. ‏

الجريدة الرسمية