انتخابات مسلحة !
ثارت مؤخرا الشكوك في أن تتم الانتخابات الليبية في موعدها المقرر في الأسبوع الأخير من هذا الشهر بسبب المشاكل التى تعترض إتمام هذه الانتخابات أساسا ورفض بعض القوى لإجرائها لتوقعاتها بخسارتها.. وحتى إن تمت هذه الانتخابات بعد تأجيل لبضعة أسابيع قليلة فإن ثمة شكوكا أخرى في أن تحقق لليبيا الاستقرار السياسى والأمنى الذى ينشده الليبيون..
لأنها سوف تتم في ظل وجود قوات أجنبية وميليشيات مسلحة استخدمت سلاحها خلال الاستعدادات اللوجستية لها بل وللتأثير على قائمة المرشحين فيها، مثلما حدث في أمر ترشح الدبيبة رئيس الحكومة المؤقتة، وأمر استبعاد سيف الإسلام القذافى منها، ومثلما أيضا يحدث من أجل استبعاد خليفة حفتر من القائمة النهائية من المرشحين لرئاسة ليبيا فى هذه الانتخابات.
والمثير أن ذلك يحدث وسط صمت دولى غريب، رغم أن الأطراف الدولية المعنية بالأزمة الليبية بدت أنها تراهن على الانتخابات لحل هذه الأزمة أو على الأقل لفتح الباب لحلها.. أمس فقط أعربت واشنطن عن قلقها للتأثير السلبى للميليشيات المسلحة في ليبيا على انتخاباتها وسط تصاعد الشكوك في إجراء هذه الانتخابات في موعدها المحدد، أما الأوربيون فقد التزموا الصمت، وذات الأمر التزمت به أيضا المنظمة الدولية، رغم أن الأزمة الليبية هى صناعة دولية شاركت فيها بشكل أساسى أطراف أوروبية مع حلف الناتو قبل نحو عقد من الزمان.
إن الخطأ الأساسى هو أن كل هذه الأطراف الدولية فتحت الباب لإجراء الانتخابات في ليبيا دون أن تهيئ المناخ لنجاح هذه الانتخابات، وذلك عندما سكتت على إجرائها تحت تهديد السلاح الذى تملكه ميليشيات مسلحة مدعوم بعضها بقوات أجنبية، ولذلك ثارت الشكوك ليس فقط في إنها ستضع نهاية للأزمة الليبية، بل وحتى في إمكانية إجراءها بسلام في الموعد المحدد لها .
