رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تسعى الدولة لضمان حرية المعتقد والمواطنة؟ ‏

المواطنة في مصر
المواطنة في مصر

تحاول الدولة المصرية بكل الطرق استعادة مسار المواطنة وحرية المعتقد، بعد أن سدّت التيارات الدينية خلال العقود ‏الماضية كل الطرق أمام المساواة والمواطنة الكاملة بزعم أوهام لا سند لها من الواقع، ولا تعترف بها الدول الحديثة، لكن ‏هذه الأفكار روجت على نطاق واسع وأصبحت تعطل كل سبل التحديث في البلاد. ‏

 

استراتيجية حقوق الإنسان   


وللعمل على هذا الهدف، أطلق الرئيس السيسي مؤخرا الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وتشتمل أربعة محاور عمل رئيسية ‏الحقوق المدنية ‏والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحقوق الإنسان للمرأة والطفل وذوي الإعاقة والشباب ‏وكبار السن، ‏والتثقيف وبناء القدرات في حقوق الإنسان.‏

 

ويقول السيد شبل الكاتب والباحث في معهد الدراسات المستقبلية ببيروت إن السعي من أجل ضمان حرية المواطن ‏الفكرية ‏والاعتقادية أمر شديد الأهمية، وغيابه يعني أن هذا المجتمع متخلف حضاريًا ويعيش نمطًا قروسطيًا عفا عليه ‏الزمان، لكن ‏في الآن ذاته لا يمكن النهوض بالمواطنين حضاريًا وفكريًا دون النهوض بأحوالهم المادية بشكل شامل.‏


وتابع شبل: أفكار الإنسان وتصوراته عن العالم هي انعكاس بدرجة أو أخرى للمناخ الذي يعيش فيه، والمدخلات ‏المادية ‏التي تحيط به، موضحًا كمثال: أنه لا يمكن القضاء على العشوائية ومظاهر الفقر والميل إلى مخالفة القانون، بمجرد ‏نقل ‏المواطنين من مكان عشوائي ومتخلف إلى آخر حديث ومنظم، بل يجب تغيير طبيعة حياة المواطنين أنفسهم، والأمر ‏يبدأ ‏بتغيير نمط عملهم العشوائي والرث والمتقلب إلى نمط عمل منظم ومنتج وكافي الأجر، وهذا ما يتطلب برنامج ‏اقتصادي ‏متكامل من أجل توفير هذا الحجم من الوظائف.‏


وعن مجهودات الدولة مؤخرًأ في ملف حقوق الإنسان والمواطنة، أوضح الباحث أن طرح بعض الأفكار الجريئة ‏خلال ‏المناقشات كان أمر شديد الأهمية، وأثار جدلًا مطلوبًا، وسيؤتي ثماره الإيجابية بالتدريج، فالعقل العربي عمومًا يحتاج ‏إلى ‏بعض الصدمات، كما أن المواطن صار منفتحًا على العالم ولا شك أنه سيتأثر بالحداثة التي تسود العالم شرقًا وغربًا.‏


وأبدى الباحث أمله في إقرار المزيد من القوانين التي تضمن كافة أشكال الحرية، "فأنت حر ما لم تضر"، معربًا عن ‏تطلعه ‏لأن تتمكن الدولة المصرية ومعها المجتمع التنويري في حصار العقلية السلفية أكثر وأكثر.‏
 

الجريدة الرسمية