رئيس التحرير
عصام كامل

فن الاعتراض الدائم!

يشكو الدكتور طارق شوقي مما أسماه (فن الاعتراض الدائم).. وهو محق فى شكواه لأنه يقابل فعلا باعتراضات مستمرة لا تتوقف ولا تنقطع أو تهدأ حتى.. اعتراضات على نقص المدرسين، واعتراضات على ارتفاع كثافة الفصول وتكدس التلاميذ فيها، واعتراضات على التابلت ودوره في العملية التعليمية، وعدم الاعتماد عليه فى امتحانات الثانوية العامة بعد تدريب الطلاب عليه وبعد كل ما أنفق على توفيره لهم، وأخيرا الاعتراض على منهج رابعة ابتدائى. 

 

لكن لا يمكن إعفاء الدكتور طارق شوقى من المسئولية أو بعضا منها على هذه الاعتراضات المستمرة التى لا تتوقف أو تنتهى.. فهو رغم إنه أكثر وزير فى الحكومة يخاطب الناس إلا إنه لا يخاطبهم بأسلوب يمكنه من تهدئة خواطرهم وطمأنتهم على مستقبل أبنائهم وبناتهم، وهم في أشد الحاجة إلى ذلك في ظل تطبيق نظم جديدة في التعليم وحدوث تغيرات متتالية في المناهج وطرق الامتحانات وتقييم التلاميذ. 

 

 

ولذلك صارت هناك فجوة ثقة بين الدكتور طارق  شوقى وأولياء الأمور.. واتسعت هذه  الفجوة لأن الدكتور طارق  شوقى تعامل مع أولياء الأمور باعتبارهم خصوما وليسوا مواطنين لديهم مخاوف طبيعية تراود الناس فى كل زمان ومكان مع حدوث أى تغيير حتى ولو كان هذا  التغيير فى صالحهم وصالح أولادهم.. وطلبه الأخير لهم  بالتوقف عن فن الاعتراض الدائم هو تعبير عن موقفه هذا من أولياء الأمور. 

 

وليس من مصلحة التعليم ولا من مصلحة التلاميذ ولا من مصلحة أولياء أمورهم، ولا من مصلحة الوزير ذلك بالطبع.. ولذلك لا بد من جسر لفجوة الثقة هذه بين الوزير وأولياء الأمور.. وهنا تفرض الضرورة تدخلا أعلى لجسر فجوة الثقة هذه، خاصة وأننا بصد بناء جمهورية جديدة يحتل التعليم المطور فيها مكانة خاصة ومهمة بالطبع جنبا إلى جنب مع الرعاية الصحية التى ننشد فيها تطبيق نظام شامل للتأمين الصحى. 

الجريدة الرسمية