رئيس التحرير
عصام كامل

يتصارعون داخليا ويتفقون ضدنا!

توعدت حكومة آبي أحمد السفارات الأجنبية في أديس أبابا التى طالبت رعاياها بمغادرة إثيوبيا بإاخاذ إجرءات صارمة ضدها.. والمثير أن أبرز هذه السفارات هى السفارة الأمريكية والسفارة البريطانية.. وقد استنتج البعض من ذلك أن لدى الحكومة الإثيوبية الآن شكوكا في نوايا أمريكا تجاهها، وأنها تخشى أن يكون البيت الأبيض قد ارتأى مؤخرا أن التخلص من الحكومة الإثيوبية الحالية يضعف النفوذ الصينى والروسى في إثيوبيا.. 

 

 

وهذا الاستنتاج يختلف تماما عن استنتاج سابق شاع أيضا مؤخرا يقول بأن الأمريكان بإلحاحهم على وقف إطلاق النار وضرورة التوصل إلى اتفاق سياسى في النزاع العسكرى الدائر الآن في إثيوبيا إنما يحمون حكومة آبي أحمد من السقوط بعد أن اقترب مقاتلو تيجراي وحلفاؤهم من العاصمة أديس أبابا. 

أطماع إثيوبيا

 

وأيا كان هو الاستنتاج الصحيح فإن ما يعنينا نحن فى مصر تأثير ذلك على أزمة السد الإثيوبى.. فحتى يتم إستئناف المفاوضات بيننا نحن والسودان مع إثيوبيا حول الاتفاق الذى نطالب به لملء وتشغيل هذا السد لابد أن يكون هناك استقرار في الأوضاع الداخلية الإثيوبية، وبالطبع السودانية أيضا، وهو الأمر المفتقد الآن.. 

 

ولسنا بالطبع معنيين كثيرا بمن تؤل له السلطة في إثيوبيا، لأن هذا السد تعاقب على الإعداد له وبنائه عدة حكومات إثيوبية مختلفة الانتماءات السياسية والعرقية، كلها اشتركت في مطامع السيطرة على النيل الأزرق والتحكم في مياهه التى تتدفق لنا عبر آلاف السنين.. أى إنهم رغم صراعاتهم الدامية إلا أنهم لا يختلفون حول الأطماع في النيل الأزرق. 

 

ولذلك علينا أن نستمر فى حملتنا الدبلوماسية عالميا للتنبيه من مخاطر الأطماع الإثيوبية هذه على الأمن والسلم في العالم كله، وليس فى منطقتنا فقط ، ولكى يتأكد الجميع أننا لن نفرط في حقنا التاريخي في نهر النيل وسوف ندافع عن هذا الحق بكل السبل.       

الجريدة الرسمية