رئيس التحرير
عصام كامل

بعد إلغاء الطوارئ

 لا يصح  لمن كانوا يطالبون وبإلحاح من قبل بإلغاء حالة الطوارئ أن يقللوا من قرارا الرئيس السيسي بإلغائها فعلا.. بل كان المتصور أن يرحبوا بهذه الخطوة الرئاسية  التى تتسم بالشجاعة التى لا تقل شجاعة عن قرار قيادة القوات المسلحة فى دعم الشعب لتحقيق مطلبه بالتخلص من حكم الإخوان الفاشى.. فهذا ليس منطقيا فقط لأن إلغاء حالة الطوارئ فى كل بر مصر كان إستجابة لما طالبوا به وبإلحاح من قبل وإعتبروه أمرا ضروريا لدفع التحول الديمقراطي فى البلاد، وإنما هو أيضا، وهذا هو الأهم، يشجع الرئيس السيسي على إتخاذ المزيد من الخطوات فى طريق هذا التحول الديمقراطي للوصول إلى الجمهورية الجديدة في  الدولة  العصرية، دولة المواطنة والمساواة وسيادة القانون وصيانة كل حقوق الإنسان، المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. 

 

 

إن أجهزة الأمن في كل الدول بلا إستثناء تريد أن تتسع صلاحياتها، ولذلك ترحب بالإجراءات الاستثنائية التي تمكنها من المبادرة في مواجهة الخارجين عن القانون، ولا تتحمس عادة لخطوات الإنفتاح السياسى بذات القدر الذى يتحمس له السياسيون.. ولذلك من الفطنة السياسية أن يظفر المسئول الذى يبادر بإتخاذ خطوات مهمة على طريق هذا الإنفتاح السياسى من قبل النخبة السياسية والثقافية في بلاده بالتشجيع على ما يقوم به في هذا الصدد حتى وإن كانت هذه النخبة تتطلع إلى المزيد من هذه الخطوات.

 

 وأظن أن الرئيس السيسي الذى بادر بنفسه بإتخاذ تلك الخطوة الشجاعة بإلغاء حالة الطوارئ فى كل ربوع البلاد سوف يتخذ المزيد من الخطوات المماثلة لإنجاز التحول الديمقراطي وصولا إلى الجمهورية الجديدة، وسوف يساعد على ذلك بالطبع أن يلقى تشجيعا مناسبا من قبل النخبة السياسية والثقافية.. ولعلنا نتذكر إنه عندما خرجت جموع المصريين فى يوليو عام ٢٠١٣ لتفويضه لمواجهة إرهاب الإخوان وشركاءهم فى جماعات الاإرهاب الأخرى خاض الرجل بشجاعة وقوة  حرب الاٍرهاب.. إنه يحتاج لدعمنا ليتخذ المزيد من الخطوات في طريق هذا التحول بعد إلغاء حالة الطوارئ.

الجريدة الرسمية