رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد القرملاوي الفائز بجائزة «كتارا»: الروائى المنشغل بالجوائز يخسر حريته ويفقد مصداقيته | حوار

الكاتب والروائي المصري
الكاتب والروائي المصري «أحمد القرملاوي»

الجوائز لا تَمنَح القيمة للعمل الأدبي بل تعترف بالقيمة الموجودة 
لا أؤمن بالخطوط الحمراء.. ولي حدودي التي أرتاح إليها 
 هؤلاء هم كتابى المفضلون وهذه تفاصيل مجموعتى القصصية "قميص لتغليف الهدايا"


صاحب قلم أدبي من ذهب  وحاصد أرقى الجوائز الأدبية العربية على الإطلاق، بدايةً من جوائز معرض القاهرة الدولي للكتاب مرورًا بجائزة الشيخ زايد فئة المؤلف الشاب وصولًا إلى كتارا للرواية العربية.


إنه الكاتب والروائي المصري «أحمد القرملاوي» صاحب الروايات والمجموعات القصصية المتميزة والتي كان من أبرزها؛ مجموعته القصصية الأولى «أول عباس» في عام 2013.. تلاها صدور خمس روايات منها روايته «أمطار صيفية» التي حازت على جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فئة المؤلف الشاب عام 2018، وروايته «نداء أخير للركاب» التي نالت جائزة أفضل رواية في اليوبيل الذهبي لـ معرض القاهرة الدولي للكتاب في 2019، وأخيرًا فازت روايته «ورثة آل الشيخ» بجائزة «كتارا» للرواية العربية 2021 … وخلال السطور التالية تدخل «فيتو» داخل ثنايا هذا الروائي والقاص الشاب الذي استطاع أن يضع اسم «أحمد القرملاوي» داخل صفوف كبار الأدباء المصريين والعرب.. وإلي نص الحوار:

 

*بدايةً، كيف يُعرف القرملاوي نفسه مهندس معماري أم أديب؟


اسمي أحمد القرملاوي، أعمل مهندسًا معماريًّا وأهوى الكتابة القصصية والروائية والموسيقى والفنون بشكل عام، ولي نتاج إبداعي يتمثل في خمس روايات ومجموعتين قصصيتين وكتاب مترجم وعدد من المقالات حول الكتابة الإبداعية والفنون.

 

*تصدرَت الأكثر مبيعًا، وفازَت بجائزة كتارا للرواية العربية، ما الدافع وراء كتابة رواية "ورثة آل الشيخ"؟
الدافع الأساسي كان التساؤل عن فكرة الأسطورة ومدى تأثيرها على عقول البشر، فثمة أسطورة عن كنز مدفون في بيت العائلة القديم يحرسه قرد أجرب، سيكتشفه أحد أبناء العائلة الذكور اسمه محمد، ظلت متداولة على امتداد عقود في عائلتي؛ شغلتني الفكرة، وجذبتني لتحرّي تاريخ أجدادي وحكاياتهم الأسطورية، فصرتُ أسيرًا بداخل عالمهم عازمًا على تحويله لنص روائي يحتفظ بذكراهم لما يسمح به الزمن، فكانت "ورثة آل الشيخ".

 

*ما الذي تميزت به روايتك "ورثة آل الشيخ" الفائزة بكتارا و"أمطار صيفية" الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب؟
هذا حُكم متروك للقراء والنقاد والأكاديميين، كما تُدلي لجان التحكيم بدلوها حين تذكر حيثيات الفوز بجائزة ما، وقد ذكرَت الأمانة العامة لجائزة الشيخ زايد للكتاب في حيثيات فوز "أمطار صيفية" بالجائزة، أن موضوع الرواية الذي يتناول العلاقة بين الموسيقى والروح والصراع بين تسامي الروح ونوازع الجسد، هو ما لفت انتباه لجنة التحكيم وأقنعها بأحقية الرواية في الفوز، كم برزت في الرواية معرفة دقيقة وواسعة بالموسيقى ومقاماتها على نحو يصنع منها كيانًا ملموسًا موازيًا للمقامات الصوفية. 


أما "ورثة آل الشيخ" فلم تُعلَن حيثيات فوزها بعد، غير أن العديد من النقاد الكبار قد تناولوها بالبحث والتعليق وكتبوا عنها مقالات هامة يمكن الاستناد إليها في استكشاف ميزات الرواية، منهم الأستاذ محمود عبد الشكور والأستاذ أسامة الرحيمي والأديب الكبير طارق إمام.

 

*بعد فوزه بجائزة الشيخ زايد للكتاب وجائزة كتارا للرواية العربية وجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب، كيف يرى أحمد القرملاوي الجوائز الأدبية؟
سأحيل هنا لما يقوله نقادنا وأساتذتنا الكبار، من أن الجوائز لا تَمنَح القيمة للعمل الأدبي، بل تعترف بالقيمة الموجودة ابتداءً، وهذا مفهوم علينا أن نعيه جيدًا، يُشير لوجود أعمال أدبية قيمة للغاية لا يصيبها الحظ في الحصول على جائزة، وأحيانًا يوجد العكس، فالأصل هو العمل، والجائزة صدفة سعيدة تُلقي المزيد من الضوء على عمل قيم وهام في أغلب الحالات، كما تدعم المبدع أدبيًّا وماديًّا وإعلاميًّا للحصول على المزيد من المقروئية والقدرة على مواصلة عمله الإبداعي. 
أما الانشغال بالجوائز ووضعها نُصب عينَي الكاتب أثناء الكتابة، فهو فخ قد يقع فيه المبدع فيخسر كل شيء؛ حريته، وصدقه، والجائزة التي يطمح إليها، حيث لا تُمنَح الجوائز في أغلب الأحوال إلا لعمل متقن في صنعته وأصيل في تناوله، ما لا يتأتى غالبًا بعيدًا عن الصدق الفني.

 

*هل يضع أحمد القرملاوي خطوطًا حمراء عند الكتابة الأدبية؟
لا أُسميها خطوطًا حمراء، لكنْ لكل شخصٍ حدود ترسم منطقة الأمان التي يتحرك بداخلها بارتياح وصدق، لذا لي حدودي التي أرتاح إليها والتي تشكَّلت نتيجة لطبيعة نشأتي والتربية التي حصلتُ عليها في نطاق عائلتي، مثلما تأثرَت بتجاربي الشخصية والقراءات التي تعرَّضت إليها وغيرها من العناصر التي تُشكل الوجدان والضمير الإنساني. غير أن هذه الحدود تتسع وتضيق بحسب الأفكار والتساؤلات التي تسيطر عليّ أثناء الكتابة، والموضوعات الذي أرغب في معالجتها، فمن الجائز أن تحتاج فكرة ما أتناولها أو حبكة ما أعالجها لأن أخرج خارج حدودي المعتادة، كما من الطبيعي أن تتزحزح هذه الحدود مع الانخراط في المزيد من الكتابة والحرص على المزيد من الصدق الفني والمكاشفة، وهذا ما يُسهم في تطوّري من عمل لآخر.


*مَن هم كتابك المفضلون؟
لا يمكن حصرهم في إجابة قصيرة، لذا سأكتفي بذِكر عشرة أسماء أثرت في تشكيل وجداني مع أسماء أخرى كثيرة؛ سأذكر نجيب محفوظ، والطيب صالح، وماركيز، وفوكنر، وكافكا، وتشيخوف، وكامو، وكويتزي، وأليس مونرو، وإيزابيل إللندي، وذلك على سبيل ضرب الأمثلة وليس الحصر.

 

*ما هي أبرز محاور أحدث إبداعاتك القصصية "قميص لتغليف الهدايا"؟
تتسم قصص المجموعة في مجملها بحالةٍ من الشجن الإنساني، إذ تتناول مسـألة الفَقْد بمختلف أشكالها وتنويعاتها، الفَقْد الذي ينتج عن فقدان الونس، أو الاطمئنان، أو الصحة، أو الحب، أو الحواس، أو بعض الأعضاء، أو الحياة نفسها، هذا الشعور بالفَقْد والمواجهات الناتجة عنه مع مخاوف الحياة، هو الموضوع الأساسي للمجموعة القصصية.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ “فيتو”.

الجريدة الرسمية