رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات إيران لدخول أفغانستان بمساعدة داعش

طالبان تسعى للقضاء
طالبان تسعى للقضاء على داعش خراسان

الكثير من الأقاويل  تنتشر في الفترة الأخيرة بشأن استغلال  إيران لدخول العاصمة الأفغانية، مستغلة في ذلك تكرار الهجمات الإرهابية التي يشنها تنظيم داعش من سيطرة حركة طالبان علي الحكم والتي جاء آخرها تفجير استهدف شيعة الهزارة، وذلك علي نفس النهج الذي سبق وأن استخدمته لمحاولة التوغل في سوريا والعراق.

 استهداف مسجد

وكان  تنظيم داعش الإرهابي  استهدف مسجدا لشيعة الهزارة في خان آباد بإقليم قندوز شمال البلاد، عقب صلاة الجمعة الماضية؛ ما أوقع 46 قتيلا، إضافة لإصابة 143 آخرين، فيما وصف بأكبر هجوم إرهابي يستهدف الشيعة، ويهدد بالحرب الأهلية.

وولاية قندوز تقع على الحدود الأفغانية الطاجيكية، وهي تشكل باب جنوب شرق آسيا، وتعرف بأنها ممر تجاري مهم في وسط آسيا، ويقطنها قوميات البشتون والطاجيك والأوزبك والتركمان، وشيعة الهزارة.


ولهذه الأهمية الاستراتيجية لموقع الولاية، ولأسباب أخرى، توقع متخصصون في الشأن الإيراني أن تفجير مسجد للشيعة هناك ستستغله إيران للتدخل بدعوى حماية الأقلية الشيعية، خاصة مع وجود آلاف المقاتلين الشيعة الهزارة في ميليشيات "فاطميون" التي يديرها الحرس الثوري الإيراني، ويستغلها في القتال لصالحه في سوريا والعراق، ولا يُستبعد نقل بعضهم إلى أفغانستان كذلك.


وفي تعليق رسمي على التفجير، أدانه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعید خطيب زاده، مؤكدا أن الأعمال الإرهابية مدانة بأي شكل ومن أي جهة.
وتُشير تقديرات إلى أن الشيعة في أفغانستان يشكلون نحو 25% من السكان ومعظمهم من الطائفة الإثنى عشرية.

وفيما  يلي أبرز السيناريوهات التي يمكنها  تمكين ايران من دخول افغانستان

4 سيناريوهات

وبحسب شبكة وقناة "سكاي نيوز" عربية، يتوقع الخبير في الشأن الإيراني محمود جابر 4 سيناريوهات لتدخل طهران بعد استهداف شيعة الهزارة، نظرًا لأهمية افغانستان الاستراتيجية باعتبارها دولة جوار، وجزء من الأمن القومي الإيراني في شرق آسيا.

ولفت جابر إلى أن إيران لديها أدواتها في الداخل الأفغاني بعلاقتها القديمة مع التحالف الشمالي، وأيضا شيعة الهزارة بما يمثلون من ورقة قوية لها.

وكان قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، أكد في جلسة سرية للبرلمان، 7 سبتمبر 2021، على أن "الشيعة الأفغان مهمون جدًا أيضًا لإيران، وطهران لديها سيطرة كاملة على شؤون أفغانستان"، وفقا لما نقله موقع "راديو فرادا" الإيراني.
باب المفاوضات
وعن السيناريوهات الأربعة المتوقعة كأبواب للتدخل الإيراني الأول هو "المفاوضات"، عبر استغلال وجود حلفاء لطهران في حكومة طالبان، للضغط على الحركة لحماية المصالح الإيرانية والشيعة، يساعدها في هذا مساعي طالبان للحصول على دعم دول الجوار.

ويعد نائب وزير الداخلية الملا إبراهيم صدر، ونائب وزير الدفاع الملا قيوم ذاكر، من أبرز قيادات الحركة التي ترتبط بالحرس الثوري الإيراني.

باب حرب الوكالة

في حالة عدم نجاح الضغوط، وتكون بدعم ميليشيات الهزارة ونقل بعض مقاتلي "فاطميون" إلى أفغانستان، بما يهدد بإشعال حرب أهلية.
وتدعم إيران كذلك ميليشيات "فدائي بابا مزاري"، الذين يقدر عددهم بخمسة آلاف، وتلقوا تدريبات من الحرس الثوري الإيراني.
باب الضربات الجوية
أما الباب الثالث، فيثمثل في توجيه طهران ضربات جوية مركزة تستهدف معسكرات داعش والجماعات المناوئة لإيران في أفغانستان، في تكرار للضربات التي وجهتها طهران لمعسكرات جماعات كردية معارضة هاربة من إيران في كردستان العراق.
باب التدخل المباشر
السيناريو الرابع "التدخل المباشر"، وهو سيناريو ضعيف بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تعانيها إيران، وكذلك ستشكل هذه الحرب أزمة داخلية وإقليمية لأنها ستأتي بعنوان "الحرب الشيعية السنية".
 

الجريدة الرسمية