رئيس التحرير
عصام كامل

غلق فضائيات الإخوان.. تكسير عظام التنظيم عرض مستمر في تونس ‏

راشد الغتوشي
راشد الغتوشي

كما كان متوقعا، داهمت قوات الأمن التونسي، واحدة من فضائيات الإخوان، وتحديدا مقر قناة الزيتونة الإخوانية، ونفذت قرارًا بإغلاقها ووقف البث الفضائي بسبب ‏العمل بدون ترخيص والتحريض على الدولة ومؤسساتها ورئيسها، في أسلوب متبع للفضائيات ‏الإخوانية التي تتعامل مع الازمات بأسلوب التحريض لا المساهمة في الحل.‏


ماذا حدث؟ ‏

نفذت قوات الأمن قرار طال تغييبه لمدة 4 أعوام بسبب المحتوى الضار للقناة وغير المهني، لكن الإخوان طوال مدة حكمها ‏استطاعت تعطيله وإرهاب الجهات القائمة عليه بسبب سيطرتها على مقاليد السلطة لمدة 10 أعوام متتالية، ولاسيما أن القناة ملك ‏للقيادي الإخواني إسامة سالم، نجل الإخواني والوزير السابق المنصف سالم.‏


وتعمل القناة بدون ترخيص منذ عام 2017 بحسب الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري في تونس التي أكدت أن القناة ‏رفضت تماما الإفصاح عن مصادر تمويلها، ولم تقدم إقرار الذمة وفقا لمقتضيات القانون التونسي، واعتمدت على نفوذ النهضة ‏في فرض بثها العنيف الموالي للحركة ولا تراعي أي حسابات وطنية في رسالتها الإعلامية. 


محتوى القناة

اعتمدت القناة على شق صف التونسيين والطعن في ذمة الجيش والجهات الأمنية المختلفة بعد الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد في شهر يوليو الماضي بتجميد البرلمان ونزع الحصانة عن أعضائه نزولًا على التظاهرات التي خرجت في عموم البلاد تتهم الساسة بالفساد وخاصة نواب الإخوان.

اتهمت القناة الإخوان المؤسسات الرسمية بتدبير انقلاب على ‏الشرعية ـ نفس الخطاب الإخواني في جميع البلدان العربية ـ وحاولت الزيتونة شحن الشارع التونسي للخروج على الرئيس قيس وعزله عن السلطة والحكم. 


لكن السلطات باغتت القناة، وأحدث قرار غلقها صدمة إضافية للإخوان، الذي ينزع عنهم كل يوم مصادر قوتهم من مال وإعلام وسلطة، والآن ينتظرون قرارات إضافية بقطع البث عن الفضائيات الآخرى الموالية للجماعة أو المتعاطفة معهم ‏ما يعني عزلهم تماما عن التواصل مع الشارع. 

 

رسالة للإخوان 

وقال إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإرهابية: إن إيقاف البرنامج التحريضية للإخوان في العموم، رسالة لكل مَن يظن ‏نفسه صاحب قضية، والأمر كله لا يعدو كونه مصلحة متبادلة، موضحًا أن كل البلدان العربية أصبحت تعلم حقيقة المافيا الإعلامية ‏الإخوانية، التي تهدف إلى ضرب أركان الدولة لصالح التنظيم.  ‏


وأضاف: هذه الفضائيات أسست بادوار معينة، وبانتهاء هذا الدور لم يعد لوجودهم ضرورة، موضحًا أن استمرار هذه ‏الفضائيات ‏يعتبر ‏عائقًا كبيرًا أمام النهوض بالبلدان العربية، ويضرب في جدار وحدة البلاد وأمنها وسلامتها، مؤكدًا أن إيقافها في تونس ‏يكشف أن مصر لم تتجن عليهم بل الجماعة هي التي لا تتعلم أبدًا، وتستمر في الصدام حتى تلقى حتفها، الذي أصبح صورة بالكربون من ‏التاريخ والواقع، على حد قوله. ‏

الجريدة الرسمية