رئيس التحرير
عصام كامل

المحلل!

جدل كبير بسبب حوار تليفزيوني مع رجل تخصص في القيام بدور المحلل لأسر قصدته للقيام بهذه المهمة بعد أن وقع الزوجان في الطلاق الثاني.. ومرة بعد أخري تخصص في الدور حتي بلغ عدد المرات التي أدي فيها مهمته ٣٣ مرة !!!

عميد الدراسات الإسلامية الدكتور محمد عبد المعطي  والداعية الشيخ أحمد ترك وآخرون ردوا وبينوا.. وأعادوا شرح المعلوم من الأشياء بالضرورة وهو أن للزواج أركانا لا يقوم إلا بها أهمها نية الاستقرار وبناء أسرة وليس أوراقا تستف والسلام  !

 

محمد الملاح.. الذي فعل ذلك- يقول إنه أراد أن يجمع شمل أسر ليس أمامها إلا هذا الحل.. وإنه كان يفعل ذلك بلا مقابل شرط الدخول بالزوجة كما يقول الشرع.. وأنه رفض أموالا كثيرة للتغاضي عن شرطه لكنه رفض لكي يصح الزواج وتصح عودة الزوجة لزوجها !! 

 

 

بالطبع تغلب الفقه الشعبي المتداول علي صحيح الدين.. وهنا نتوقف عند عدة أمور.. أهمها كيف يتغلب هذا الفقه وصورته في السينما والدراما متداولة وعلي نطاق واسع منذ سنوات طويلة علي قوة وهيمنة ونفوذ المؤسسة الدينية في مصر علي المصريين؟! وكيف تترك مسألة شديدة الأهمية والحساسية هكذا دون توضيح وبغير قواعد تحكمها وعقوبة مقررة لمن يرتكبها؟!  والسؤال المثير: إذا كان محمد الملاح فعل ذلك وحده ٣٣ مرة فكم حالة أخري حدثت ورفضت اللجوء له؟! وكم حالة أخري تتم بعيدا عن الملاح؟

 

هل أدركتم أننا أمام مسئولية كبيرة جدا لمن يرفضون فقها جديدا ينظم أحوال الأسرة المصرية ويهاجمون تقنين الطلاق الشفهي؟! كم من الآثام ترتكب باسم الشرع والدفاع عن الشرع.. والشرع نفسه -أصلا- برئ مما يجري وممن يعتقدون إنهم حماته والمدافعون عنه وهم يرتكبون أكبر خطيئة بحق دين الله العظيم العزيز الحكيم ! 

الجريدة الرسمية