رئيس التحرير
عصام كامل

يمهلها شهرًا.. الاتحاد الأوروبي يوجه ضربة قاصمة لأستراليا بسبب الغواصات النووية

غواصة نووية
غواصة نووية

توقفت، صباح اليوم الجمعة، المفاوضات التجارية بين الاتحاد الأوروبي وأستراليا بسبب أزمة صفقة الغواصات التي أبرمتها كانبرا مع واشنطن في وقت سابق الشهر الماضي.

الاتحاد الأوروبي وأستراليا

وأكد مسؤول أوروبي، الجمعة، تأجيل جولة مخطط لها منذ فترة طويلة من محادثات التجارة الحرة بين أستراليا والاتحاد الأوروبي، بعد الغضب من قرار كانبرا إلغاء عقد غواصة فرنسية كبرى.

وصرَّح مسؤول في الاتحاد الأوروبي لدى كانبرا لوكالة فرانس برس أن "جولة التجارة الحرة تم تأجيلها لمدة شهر حتى نوفمبر المقبل، مما يلقي بظلال من الشك على مستقبل الاتفاقية.

صفقة الغواصات

وأبرمت أستراليا في 15 سبتمبر الماضي اتفاق شراكة دفاعية ثلاثية مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في منطقة المحيطين الهادئ والهندي.

 وبموجب الاتفاق الثلاثي ستقوم واشنطن بتزويد كانبرا بتكنولوجيا وقدرات تمكنها من نشر غواصات تعمل بالطاقة النووية.

وبعد هذه الشراكة، أعلنت أستراليا فسخ عقد مع فرنسا بنحو 55 مليار دولار أسترالي (تقريبًا 31 مليار يورو) لبناء غواصات تقليدية، مؤكدة أنها باتت تفضّل بناء غواصات تعمل بالدفع النووي بالشراكة مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، وو تشيان، أن الصين تدعو المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات مشتركة فعالة لمنع انتهاك أستراليا لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

 

الأسلحة النووية 

وقال وو تشيان في مؤتمر صحفي، أمس الخميس: "يشكل التعاون بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا خطرًا جديًّا لانتشار الأسلحة النووية، وينتهك روح معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا ستقومان في إطار الشراكة الجديدة مع أستراليا بتوريد التكنولوجيات والمعدات والمواد النووية مثل اليورانيوم عالي التخصيب، التي يمكن استخدامها لتصنيع أسلحة نووية، إلى أستراليا، مشددًا على أنه لن يكون من الممكن التحديد كيف ستستخدم أستراليا هذه المواد النووية في إطار نظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضاف: "إنه عمل علني للانتشار النووي".

 

المقاييس المزدوجة في مسألة التصدير النووي

وعبَّر تشيان عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة وبريطانيا تتصرفان بشكل غير مسؤول وتتمسكان بالمقاييس المزدوجة في مسألة التصدير النووي، مضيفًا أن مثل هذه الأعمال قد تشجِّع الدول الأخرى التي لا تملك الأسلحة النووية على متابعة هذا المثال، مما سيؤدي إلى تداعيات سلبية وطويلة الأجل في حل القضايا الإقليمية.

وأوضح أن أستراليا "التي تشارك في معاهدة حظر الانتشار النووي ومعاهدة الحفاظ على منطقة خالية من الأسلحة النووية في الجزء الجنوبي من المحيط الهادئ، ستنتهك بشكل جدي التزاماتها الدولية في مجال عدم الانتشار إذا قامت باستيراد التكنولوجيات المهمة استراتيجيًّا لإنتاج الغواصات النووية واليورانيوم عالي التخصيب، وهذا الأمر خطير للغاية".

 

عقيدة الحرب الباردة

وتابع: "تدعو الصين المجتمع الدولي للعمل معًا، واتخاذ إجراءات فعالة لمنع مثل هذه الأعمال الخطيرة".

كما حث أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا على التخلي عن عقيدة "الحرب الباردة"، وإلغاء قرارها حول تطوير التعاون في مجال إنتاج الغواصات النووية، وبذل المزيد من الجهود الملائمة للسلام والاستقرار في المنطقة.

وسبق أن حذَّرت الصين من سباق تسلح على خلفية اتفاق تصنيع الولايات المتحدة الأمريكية لـ8 غواصات نووية أسترالية، وقال مندوب الصين لدى الأمم المتحدة تشانج جيون الصين: إن تصنيع الغواصات النووية في دول غير نووية انتهاك لنظام عدم الانتشار النووي.

وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، أضاف جيون: "الصين تعارض المواقف أحادية الجانب من قضية عدم انتشار السلاح النووي والمعايير المزدوجة في هذا المجال".

الجريدة الرسمية