رئيس التحرير
عصام كامل

سر إدمان الأمريكان الرهان على ورقة الإسلام السياسي

الإسلام السياسي
الإسلام السياسي

لايتعلم الأمريكان من أخطائهم في المنطقة وخاصة الرهان علىالإسلام السياسي والتيارات الدينية، بل تطورت القضية معهم للأسوأ، فمن دعم ‏الحركات الإصلاحية المحافظة على شاكلة حركة النهضة التونسية والعدالة والتنمية المغربي إلى الدعم المفتوح لحركة ‏طالبان الجهادية، والتي تعادي تماما قيم الحداثة، وترفض منطق الدولة المدنية الحديثة.‏


وتعمل أمريكا مع من تراه يحقق مصالحها، فما الذي يجمعها إذن بالحركات الجهادية، ولماذا تتحالف مع طالبان وترفض في ‏الوقت نفسه تنظيم القاعدة، مع أن الاختلافات ليست بعيدة بينهما. 


ويقول عمرو فاروق الكاتب والباحث، إن موقف الولايات المتحدة الأمريكية داعم على طول الخط للتيارات الدينية، مؤكدا ‏أنها ‏مازالت تراهن على ورقة الإسلام السياسي لتنفيذ مشروعها في المنطقة.‏


شرعية طالبان ‏


وأوضح فاروق أنه ليس مستبعدا من خلال تلك النظرة النفعية البحتة التي تعتمدها القيادة الأمريكية في تنفيذ ‏رؤيتها ‏واستراتيجيتها، منح الشرعية السياسية بعد طالبان لكل من "هيئة تحرير الشام"، المسيطرة على مدن الشمال ‏السوري، ‏بقيادة أبو محمد الجولاني، وحركة "بوكو حرام"، المتمركزة في  غرب ووسط أفريقيا بقيادة أبو مصعب البرناوي.‏


وأضاف: ليس مستبعدا أيضا منح حركة "الشباب المجاهدين" المتركزة في القرن الأفريقي،بقيادة أبو عبيدة ‏الصومالي، ‏وتحويلهم إلى أطراف تفاوضية دولية.‏

 

وأكد أن سر دعم أمريكا لطالبان يكمن في فشل الجماعات التقليدية في تحقيق مشروع الانتقال من خانة ‏التنظيم إلى خانة الدولة مثل جماعة الإخوان، أو ‏تنظيم داعش في سوريا، لافتا إلى أن الرهان الأمريكي في المستقبل ‏سيكون على جماعات الجهاد المسلح. ‏


دعم أمريكي ‏


ويظهر الدعم الأمريكي لطالبان أكثر وضوحا بعيدا عن التصريحات الناعمة للرئيس جو بايدن في تصريحات وزير الدفاع ‏الأمريكي، لويد أوستن، الذي أعلن انتهاء أطول حرب خاضتها أمريكا (2001 - 2021)، بعد إتمام عملية ‏الإجلاء من ‏أفغانستان وخروج آخر جندي أمريكي من البلاد في 31 أغسطس الماضي ‏.‏


ووصف أوستن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الأركان المشتركة مارك ميلي، عملية الإجلاء عبر مطار كابول ‏بأنها ‏كانت إنجازًا هائلا لبلاده، ورفض الحديث عن المخاوف من تحكم طالبان وبناء دولة بقيم متطرفة لن تستطيع أمريكا ‏التحكم فيها لاحقا. ‏


وأكد أوستن أن مايهم أمريكا أن الحرب انتهت، معتبرا أن بلاده ستدخل فصلًا جديدًا، يتولي فيه الدبلوماسيون والشركاء ‏زمام المبادرة في التعامل مع طالبان، وبدء ‏حقبة جديدة، عمادها التعاون مع حركة طالبان لملاحقة تنظيم داعش – ‏خراسان، ودفعها لتبني بعض الرؤى الإصلاحية التي تتماشى مع القيم العالمية. ‏
 

الجريدة الرسمية