رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يفشل الإخوان في المعارضة بالداخل والخارج؟

إبراهيم منير ومحمود
إبراهيم منير ومحمود حسين

تحاول جماعة الإخوان الإرهابية اللعب دائما على وتر المعارضة، تنسب نفسها للفكرة على اعتبار أنها الراعي الأوحد للقيم ‏ومصالح البلاد والعباد، لكن بالنظر لحقيقة الأشياء يجعلنا نقف على قناعة كبرى، أن الجماعة لاتمثل إلا نفسها، بل ولا تصلح ‏للمعارضة الوطنية بالأساس سواء بالداخل أو الخارج. ‏

 

لاتمثل المجتمع 


ويقول عماد عبد الحافظ، الكاتب والباحث، إن الدور الذي تمارسه جماعة الإخوان الإرهابية، لاعلاقة له بالمعارضة، حيث ‏لا ‏تمثل معارضتها دافع الحرص على الوطن ومصالح أفراده، بل هي تنتصر لما تراه حقا لها، والذي لا يمثل بالضرورة ‏مصالح ‏المجتمع وتطلعاته. ‏


وأوضح عبد الحافظ أن الإخوان منذ اليوم الأول، وهي حريصة على جعل الصراع صفريًا، ولم تعتبره خلافًا سياسيًا يمكن ‏أن ‏يتم حله بالعديد من الوسائل، مما جعلها خارج حدود النظام الذي تشكل بعد 30 يونيو 2013، مؤكدا أن الجماعة تدرك ‏أنها ‏لن تمثل مطلقا في ظل النظام القائم.‏


أزمة الجماعة ‏


واستكمل: أي نجاح يحققه النظام معناه استمرار أزمة الجماعة وفقد لفرصتها في إمكانية العودة مرة أخرى، ولذلك لا ‏يمكن ‏للإخوان أن ترى أو تقيم أي موقف أو حدث أو إنجاز بشكل موضوعي، مضيفا: توصيف الجماعة للصراع على أنه ‏معركة ‏بين الحق والباطل يجعل هناك رفضًا داخليًا للاعتراف بأي أمر إيجابي، لأن ذلك معناه وفق رؤيتهم انتصار للباطل ‏على ‏الحق، وهذا لا يمكن التسليم به.‏


وأضاف: تبعات الصراع الذي أرادته الجماعة، خلق حالة من السخط والبغض داخل أفرادها، وهذه الحالة النفسية كفيلة ‏بأن ‏تجعل قراءة الفرد للواقع وتقييمه للأمور ومن ثم حكمه عليها بعيدة عن الموضوعية، ويذكرنا هذا الأمر بالحديث ‏النبوي ‏القائل "لا يحكم الحاكم بين إثنين وهو غضبان".‏


استكمل حديثه قائلا:  قام الفقهاء بقياس حالة الجوع والعطش المفرطين على حالة الغضب، ‏لأن القاضي يكون في تلك الحالات واقع ‏تحت حالة نفسية وذهنية لا تسمح له بتقدير الأمور بشكل سليم ومن ثم الحكم ‏عليها، فهي حالة غير طبيعية تجعل المرء ‏يصدر أحكامًا وآراءً يجانبها الصواب في غالب الأحوال.‏


صراع مع المجتمع ‏


واختتم حديثه قائلا: هذا الصراع القائم لم يعد من وجهة نظر الجماعة قاصرًا عليها وعلى الدولة كما كان في السابق، ولكن ‏الجماعة ‏اعتبرت المجتمع طرف فيه بشكل ما، إذ اعتبرت أن رفض شريحة لحكمها وتفاعلهم بصورة إيجابية لما حدث ‏لهم ‏من تبعات هو بمثابة خصومة للجماعة، الأمر الذي جعل الإخوان لا تعبأ كثيرًا بما يحدث داخل المجتمع بل وتعتبره من ‏قبيل ‏العقاب الإلهي المستحق.‏
 

الجريدة الرسمية