رئيس التحرير
عصام كامل

نهاية الغنوشي نعم.. نهاية الإخوان لا !

قد يكون ما يحدث من انشقاقات داخل حزب النهضة التونسى بمثابة نهاية للدور السياسى لزعيمه راشد الغنوشي، لكنه لن يكون نهاية للإخوان فى تونس وسعيهم للإمساك بالسلطة مجددا.. هذا ما يتعين أن ندركه ونعيه مما تشهده الشقيقة تونس حاليا ويقوم به إخوان تونس تحديدا.

فإن الذين انشقوا على حزب الغنوشي ويعتزمون الآن إقامة حزب جديد كما أفصحوا عن ذلك لم يتخلّوا عن اخوانيتهم، ولم يقدموا للشعب التونسى اعتذارا عما أرتكبه الإخوان وحزبهم من ممارسات عنف وسعى لأخونة تونس ومؤسسات دولتها الوطنية.. وكل ما يبغونه فقط هو تحميل راشد الغنوشي وحده مسئولية الأخطاء والخطايا التى إرتكبها إخوان تونس ضد الشعب التونسى، وبالتالى تبرئة ساحتهم هم ليتسنى لهم أن يقدموا أنفسهم للشعب التونسى فى ثياب نظيفة لا تلوثها تلك الخطايا.. 

 

 

فهم هربوا من سفينة راشد الغنوشي وهى على مشارف الغرق وتركوها له ليغرق وحده ومن بقى حوله، وإلا كانوا قد فعلوا ذلك خلال عام كامل مضى كان الغنوشي يتمادى فى إحتكار السلطة.. أما حزبهم  الجديد الذى ينوون إقامته فهو لا يختلف فى الجوهر عن حزبهم القديم (النهضة) الذى تركوه وفروا منه لإنقاذ أنفسهم وإنقاذ تيار الإسلام السياسى كله، وإلا كانوا أعلنوا تخليهم عن نهج الإخوان أساسا.. وهذا يعنى أنهم مستمرون فى خداع الشعب التونسى بتقديم أنفسهم فى صورة حزب مدنى جديد، كما فعلوا من قبل ليس فى تونس وحدها، مع إنهم ليسوا أكثر من أبناء جماعة إرهابية أفرخت لنا كل جماعات وتنظيمات الاٍرهاب التى نكبنا بها.

 

لذلك كله فان ما تشهده تونس حاليا قد يعنى نهاية للدور السياسى لواحد من أكثر قيادات الإخوان دهاء وهو راشد الغنوشى، ولكن من الخطأ تصور إنه نهاية لكل إخوان تونس الذين لم يستسلموا بعد! 

الجريدة الرسمية