رئيس التحرير
عصام كامل

المبدعون يفضون اعتصامهم مع بزوغ فجر جديد في مصر.. أحداث وزارة الثقافة المسمار الأخير في نعش الإخوان.. "الفن مقاومة" شعار أكد أن المثقفين ضمير الأمة.. تعيين عبدالعزيز كان بهدف السيطرة على الوثائق

احتفالات المصريين
احتفالات المصريين بعد بيان الفريق السيسي "بخلع مرسي"
18 حجم الخط

فض عدد من المثقفين والفنانين اعتصامهم السلمى الذي استمر على مدى 29 يومًا بمقر وزارة الثقافة بالزمالك لإقالة وزير الثقافة ثم ارتفع سقف مطالبهم لرحيل النظام، حرصًا منهم على التعددية في التنوع الثقافي وإطلاق حرية التعبير والفكر والاعتقاد.


اعتصام المثقفين والمبدعين كان المسمار الأخير في نعش نظام الإخوان، الذي لم يعبأ بمطالبهم ولم يعرهم أي انتباه، متناسيًا أن الاقتراب من ثقافة شعب وإرادة القوة الناعمة يشكل خطرًا داهمًا، فهى بمثابة سلطة شرعية تمنح الدولة قوة روحية ومعنوية من خلال ما تجسده من أفكار ومبادئ وأخلاق، ولقد كانت السينما والدراما المصرية ومن قبلهما الأدب بشعره ونثره أكبر مكونات القوة الناعمة المصرية في محيطها العربي.

انفجر بركان غضب المثقفين مع تعيين الدكتور علاء عبدالعزيز وزيرًا للثقافة واتخاذه قرارات بإنهاء ندب عدد من قيادات الوزارة دون أي أسباب واضحة، والتي اعتبرها المثقفون والمبدعون بداية صريحة لتنفيذ سياسة هادفة إلى هدم مؤسسات الوزارة والسطو على وثائق الدولة المصرية وتخريب كافة منابر الإبداع في محاولة لتجريف الثقافة المصرية وتجفيف منابعها.

وعلى الرغم من تصريحات وزير الثقافة التي أكد فيها أنه يطهر الوزارة من الفساد المستشرى بها، وأنه يقود ثورة للتغيير الثقافى في مصر ترتكز على عدم احتكار البعض لحركة الثقافة المصرية إلا أن رموز الثقافة والفن أكدوا أن تلك أفكار مضللة لا تريد إلا الوقيعة بين المثقفين المصريين الذين فتحوا اعتصامهم منذ اليوم الأول لكل المثقفين المهمشين والمناهضين لسياسة الإقصاء سواء الآن أو في مواجهة النظام السابق.

اعتصام المبدعين، الذي شارك فيه كوكبة من الرموز الأدبية والفكرية المصرية، بدأ يوم الأربعاء 5 يونيو الحالى بعد أن تمكنت نخبة من الفنانين والمثقفين من الدخول إلى مكتب الدكتور علاء عبدالعزيز وزير الثقافة للمطالبة بإقالته، وأعلنوا اعتصامهم حتى إقالة وزير الثقافة أو حتى يوم 30 يونيو للمشاركة في التظاهرات التي دعت إليها القوى السياسية لإسقاط نظام الإخوان.

وبالفعل، انطلقت مسيرة حاشدة من مقر وزارة الثقافة بالزمالك في 30 يونيو الماضى للالتحام مع الشعب المصرى، حتى إسقاط النظام، ضمت نخبة من المثقفين والفنانين متجهة إلى ميدان التحرير من أجل المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة والتأكيد على حقوق الشعب المصرى في تحقيق أهداف ثورة يناير.

أثبت مثقفو مصر من خلال شعار "الفن مقاومة" الذي اتخذوه طوال أيام اعتصامهم، وحرصوا من خلاله على التعبير عن آرائهم وأفكارهم، أن الفنانين والمبدعين هم ضمير الأمة وروحها الخلاقة وهم المعبرون عن أحلام الشعب وآماله في مستقبل يليق بمكانة مصر وإمكانياتها .

وأعطوا درسًا للجيل القادم من البراعم الفنية التي تحمل شعلة الثقافة المصرية في السنوات القادمة، في الصمود والدفاع عن حرية التنوير والإبداع، وأنه لن يطفئ نور الإبداع المصري جاهل أو حاقد أو طامع أو تابع.

الجريدة الرسمية