رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيله.. محطات في حياة محمد نجيب أول رئيس جمهورية لمصر

اللواء محمد نجيب
اللواء محمد نجيب

أول رئيس جمهورية، حَكم مصر لمدة عام بعدها تم عزله ووُضع تحت الإقامة الجبرية، حياته مزيج من الشقاء والعذاب. وما كتب عنه قليلًا إلا أن اللواء محمد نجيب ـ رحل في مثل هذا اليوم 1984 ـ دون مذكراته في كتاب صدر عنه أعده الصحفى محمد ثروت تحت عنوان (كنت رئيسا لمصر) هو عبارة عن سيرة أول رئيس.

يقول اللواء محمد نجيب فى مذكراته: "ولدت في الخرطوم عام 1901، وأمى مصرية، وجَدة أمي فهي مصرية الأصل من المحلة الكبرى، أما والدي فهو الملازم أول يوسف نجيب الذي بدأ حياته مزارعًا في كفر الزيات بمحافظة الغربية، ثم التحق بالمدرسة الحربية، وبعد تخرجه شارك في حملات استرجاع السودان 1898، وتزوج من سودانية وأنجب منها ابنه الأول "عباس"، ثم توفيت فتزوج من "زهرة" وأنجب منها تسعة أبناء ثلاثة أبناء وستة بنات وعندما بلغت سن 13 توفي والدى تاركًا أسرة مكونة من عشرة أفراد فلم  يكن أمامى إلا الاجتهاد في كلية جوردون، وبعدها كان الالتحاق بالكلية الحربية في مصر في أبريل عام 1917، 

وأضاف نجيب فى مذكراته: وعند التخرج سافرت إلى السودان في 1918، لتبدأ حياتى كضابط في الجيش المصري بالكتيبة 17 مشاة، ومع قيام ثورة 1919 شاركت فيها رغم مخالفة ذلك لقواعد الجيش، ثم انتقلت إلى سلاح الفرسان في شندي، ومنها إلى الحرس الملكي بالقاهرة عام 1923، ثم إلى الفرقة الثامنة بالمعادي.

بداية الطريق 

حصل اللواء محمد نجيب على شهادة البكالوريا عام 1923، والتحق بكلية الحقوق، ورقي إلى رتبة ملازم أول عام 1924، وكان يجيد اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والعبرية، فهو رغم مسئولياته المتشعبة كان شغوفا بالعلم.

اللواء محمد نجيب لحظة ترحيله إلى المرج 

وكانت نقطة الثورة عند نجيب هي حادث 4 فبراير 1942 يوم ذلك الحادث الذى أهان فيه الإنجليز الملك حتى إن نجيب قدم استقالته إلى الملك فرفضها ثم جاءت الهزيمة في فلسطين.

ويحكى اللواء محمد نجيب عن بداية الثورة فيقول: كان تعيينى مديرًا لسلاح الحدود في عام 1949 بداية العد التنازلي للثورة، وحمدت الله أنني لم أُنقل إلى قيادة الجيش لأن ذلك معناه أنني يجب أن أكون قريبًا من الملك رغمًا عن إرادتي، وكان الفساد قريبًا مني وكانت رائحته على مرمى أنفي.. كان الفساد في سلاح الحدود الذي كنت رئيسه.. وكنت أول من أطلق عبارة "الضباط الأحرار" على التنظيم الذي أسسه جمال عبد الناصر، 

وكانت انتخابات نادي الضباط فعلًا هي الثورة، فالملكية انتهت في مصر بعد انتخابات نادي الضباط، وحصلت على أغلبية ساحقة في رئاسة النادي، وفي 22 يوليو قررنا إذاعة البيان الأول للثورة".

حب الشعب 

وعن الشعب الذى استقبل الثورة يقول اللواء محمد نجيب: "لقد كشفت لي رحلاتي بقرى مصر عن جوانب عديدة من قوة هذا الشعب الجرئ، وأشعرني بأنه شعب لا يعترف بالفشل، ولا يعترف بالصعاب.. كان يخترق نطاق الحراسة المضروبة حولي ويصل إلى من كل سبيل، وكان النداء المحبب الى يابو نجيب الذى لا يمكن أن يصدر عن قلب فيه ذرة من الرياء أو المداهنة، ولا يمكن أن يهتف به إلا قلب محب مطمئن، قلب يشعر صاحبه بأنه يخاطب أخا له ترضيه يابو نجيب ولا يرضيه لقب غيره.. هكذا كان لقاء أبناء الشعب لي، وهكذا كانت تصرفاتهم.. وهي تصرفات تثقل كأهلي بالجميل، وتشعرني بأن كل ما فعلته وكل ما أفعله لهذا الشعب، قليل".

أزمة مارس 

وكانت أزمة مارس والصراع على السلطة بين عبد الناصر ومحمد نجيب سببًا في إقدام اللواء نجيب على تقديم استقالته، والتي بدأها: "بسم الله الرحمن الرحيم.. السادة أعضاء مجلس قيادة الثورة.. بعد تقديم وفر الاحترام، يحزنني أن أعلن لأسباب لا يمكنني أن أذكرها الآن أنني لا يمكن أن أتحمل من الآن مسئوليتي في الحكم بالصورة المناسبة التي ترتضيها المصالح القومية، ولذلك فإني أطلب قبول استقالتي من المهام التي أشغلها".

 
تم تحديد اقامة اللواء محمد نجيب فى فيلا زينب الوكيل بالمرج تحت الحراسة العسكرية، وفى عام 1971 أطلق سراحه الرئيس السادات ليصبح حرا حتى رحيله.

الجريدة الرسمية