رئيس التحرير
عصام كامل

الأزمات تحاصر «الفراعنة» قبل مواجهة أنجولا.. «الغيابات» و«الأجندة الدولية» أبرزها

حالة من القلق الشديد تسيطر على الجهاز الفنى لمنتخب مصر الأول بقيادة حسام البدرى قبل أيام قليلة من انطلاق معسكر الفريق استعدادًا لمواجهتي أنجولا والجابون فى الجولتين الأولى والثانية من التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال قطر 2022.


ونستعرض فى هذا التقرير المشكلات التى تواجه الفراعنة بالرغم من إعلان الكابتن حسام البدرى المدير الفنى للمنتخب الوطنى تنصيب النجم محمد صلاح المحترف فى صفوف ليفربول الإنجليزى قائدًا للفريق متجاوزًا النظام المعمول به من قبل وهو الأقدمية.


مصدر القلق الذى يسيطر على أذهان أعضاء الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى، سببه العثرات التى تواجه الفريق قبل مباراة أنجولا فى افتتاح مشوار الفراعنة بالتصفيات المؤهلة للمونديال، والمحدد لها الأول من شهر سبتمبر المقبل، أي بعد حوالى أسبوع فقط من الآن.

الإرهاق

أزمات كثيرة تحاصر منتخب مصر الوطنى قبل مواجهة أنجولا فى افتتاح تصفيات كأس العالم يأتى على رأسها حالة الإجهاد والإرهاق الشديدتين اللتين يعانى منهما اللاعبون الدوليون فى الدورى المحلى، بسبب ضغط مباريات مسابقة الدورى الممتاز، وإقامة مباراة كل 72 ساعة، لا سيما لاعبو الأهلى والزمالك الذين يمثلون القوام الأساسى للمنتخب الوطنى، حيث كان يرغب مسئولو اتحاد الكرة فى إنهاء الدورى قبل موعد الأجندة الدولية القادمة والمحد لها الفترة من 30 أغسطس إلى 7 سبتمبر المقبلين.

غياب الاحتكاك

أما ثانى الأزمات التى تؤرق الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى بقيادة حسام البدرى، فهى عجزه عن توفير أي تجارِب ودية أو احتكاك دولى للفريق على مدى الأشهر الست الماضية، وكان آخر احتكاك لمنتخب مصر هو مباراتيه فى شهر مارس الماضى أمام كينيا وجزر القمر فى الجولتين الختاميتين بالتصفيات المؤهلة لبطولة أمم أفريقيا 2022 بالكاميرون، والتى تأهل لها الفراعنة بعد تصدر مجموعته برصيد 12 نقطة.


وفشل الجهاز الفنى بقيادة حسام البدرى فى استغلال الأجندة الدولية للفيفا فى الفترة من 1 إلى 15 يونيو الماضى فى إقامة أي مباريات ودية أو حتى إقامة معسكر تدريبى للفريق، على الرغم من توقف مسابقة الدورى المحلى وقتها، وعدم وجود أي مبررات تمنع إقامة تجمع تدريبى وخوض مباريات ودية للفريق، أسوة بما فعلته منتخبات الشمال الأفريقى المغرب وتونس والجزائر.

 

وكذلك أغلب المنتخبات الكبيرة فى القارة السمراء، التى جابت العالم شرقًا وغربًا وخاضت مباريات ودية على أعلى مستوى مع منتخبات أوروبا وآسيا ومواجهة بعضهم البعض، فى حين اكتفى الجهاز الفنى للفراعنة بمشاهدة أقرانه فى القارة السمراء عبر شاشات التلفاز، وهم يحاولون استغلال كل ساعة فى الأجندة الدولية، من أجل تحقيق أكبر قدر من الاستفادة الفنية للجهاز الفنى واللاعبين أنفسهم، سواء فى تطبيق خطط لعب جديدة، أو الوصول باللاعبين لأعلى فورمة من الجاهزية الفنية وزيادة عنصر الانسجام بين اللاعبين، استعدادا للمواجهات الرسمية فى التصفيات المؤهلة للمونديال.


والمثير للدهشة أن المنتخب الأولمبى بقيادة شوقى غريب، نجح فى استغلال الأجندة الدولية فى شهر يونيو الماضى، وخاض معسكرًا تدريبيًّا قويًّا أمام نظيره الجنوب أفريقى، وحتى الآن لم يخرج أي مسئول فى اتحاد الكرة أو حتى فى الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى، ليجيب عن السؤال الحائر منذ شهور، وهو لماذا لم يخض المنتخب الأول معسكرًا تدريبيًّا ومباريات ودية فى أجندة الفيفا فى يونيو الماضى، ومَن يتحمل نتيجة هذا الخلل والتقصير إذا ما أخفق الفراعنة فى تحقيق حلم التأهل لبطولة كأس العالم 2022 فى قطر، وإذا كان الجهاز الفنى عاطلًا عن العمل فى فترات الأجندة الدولية، المخصصة من الفيفا بالأساس لتجمعات المنتخبات الوطنية، فما الجدوى من استمراره، ما هى الوظيفة التى يقوم بها مقابل ما يتقاضاه من مرتبات بمئات الألوف من الجنيهات؟!

قصر الأجندة الدولية

سبب آخر يؤرق الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى، وهو قصر الأجندة الدولية القادمة، والتى تبلغ مدتها 9 أيام فقط، يتخللها خوض مباراتين رسميتين، حيث ستكون الأولى أمام أنجولا بالقاهرة يوم 1 سبتمبر، أما الثانية فستكون أمام الجابون على أرضها بعدها بأربعة أيام فقط، وهو ما يعنى أن الجهاز الفنى لن يكون باستطاعته خوض أي مباريات ودية قبل مواجهة أنجولا، بل إنه لن يتمكن حتى من منح لاعبى الدورى المحلى قسطًا من الراحة السلبية، أو حتى إخضاعهم لتدريبات استشفائية، لتخليصهم من حالة الإجهاد المتوقع أن تسيطر عليهم جميعًا بانتهاء ماراثون الدورى الطويل والمرهق.

ليس هذا فحسب، بل إن الجهاز الفنى لن يتمكن حتى من تحفيظ اللاعبين طريقة اللاعب التى ينوى تطبيقها فى مواجهة أنجولا فى المباراة الأولى، خاصة أنه حدد اليوم 28 أغسطس لبدء معسكر الفريق، وهو اليوم التالى مباشرة لانتهاء مسابقة الدورى التى اختتمت أمس 27 أغسطس الجارى، وهو ما يعنى أن منتخب مصر سيدخل مواجهة أنجولا وبعدها الجابون تحت شعار "يا بركة دعا الوالدين"، فى ظل غياب التخطيط والرؤية وسيطرة العشوائية الممنهجة على كل ما يخص شئون المنتخبات الوطنية.

الغيابات

يعانى المنتخب الوطنى غيابات مؤثرة خلال مواجهتى أنجولا والجابون فى مستهل مشواره بالتصفيات المؤهلة للمونديال، يعد أبرزها غياب محمود حسن تريزيجيه لاعب أستون فيلا الإنجليزى، أحد أبرز مفاتيح اللعب فى المنتخب المصرى، وأحد عناصره الهجومية المؤثرة، والذى يعالج منذ فترة طويلة من الإصابة بقطع فى الرباط الصليبى، كما يعانى الفريق من نقص فى بعض المراكز داخل صفوف الفريق مثل الظهير الأيسر بسبب تراجع مستوى عبد الله جمعة لاعب الزمالك، وقلة خبرة أحمد أبو الفتوح وكبر سن محمد عبد الشافى.

فضلًا عن اعتماد الأهلى على الدولى التونسى على معلول فى هذا المركز، نفس الأمر فى مركز الظهير الأيمن، بسبب تراجع مستوى محمد هانى فى الأهلى، وقلة خبرة كريم العراقى، وعدم قناعة البدرى بكريم فؤاد وربما يلجأ للاستعانة بأكرم توفيق لاعب وسط الأهلى.

غياب الجماهير

وتلقى حسام البدرى المدير الفنى لمنتخب مصر صدمة جديدة قبل مواجهة أنجولا، وهو رفض الأمن حضور الجماهير لدعم المنتخب المصرى فى أولى مبارياته بالتصفيات المؤهلة للمونديال، وكان البدرى يعول كثيرًا على الحضور الجماهيرى أمام أنجولا، من أجل تحفيز اللاعبين وإثارة حماسهم لتعويض حالة الإجهاد البدنى المتوقعة لأغلب اللاعبين خلال المباراة.

نقلًا عن العدد الورقي…

الجريدة الرسمية