رئيس التحرير
عصام كامل

كيف يتستر الإسلاميون بالدين للهروب من المساءلة الشعبية والقانونية؟ ‏

عنف الإسلاميين
عنف الإسلاميين

يتمسك الإسلاميون بشعارات دينية واضحة في العمل السياسي لكسب مميزات تزكيهم عن نظرائهم في ‏القوى السياسية المدنية، وبالفعل ساعدتهم هذه الشعارات طوال تاريخهم في الإفلات من المحاسبة على ‏كل المستويات، إذ يساوي التمسك بالمشروع الديني، المكسب بلا مجهود، والخروج الآمن عند الفشل. ‏
 

أصول العمل العام ‏

ويقول ماجد كيالي، الكاتب والباحث إن انتهاج حزب أو جماعة أو شخصية ما خطابًا دينيًّا، في العمل ‏السياسي أو العمل العام، كان يفترض أن لا يمنحهم مكانة مقدسة، ولا يجنِّبهم المساءلة والمحاسبة، وهذا ‏ما أسس له الخليفة الراشد الأول، أبو بكر الصديق، الذي قال في أول خطبة له بعد البيعة: أيها الناس إني ‏قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسَنت فأعينوني، وإن أسأت فقوِّموني‎”‎. 


وأضاف: لكن معظم الإسلاميون تعمدوا تجاهل ذلك، في محاولتها لإضفاء قدسية على ‏جماعتهم، أو أطروحاتها، أو أئمتها، مردفا: كل منها تدّعي أنها تحتكر تفسير الإسلام، وتمثيل المسلمين، ‏فأصبحنا إزاء جماعات تفرض دينها، أو تفسيرها، الخاص.‏


البيعة والطاعة ‏

ولفت الباحث إلى أن الإسلاميين لا يطلبون أقل من الطاعة والبيعة لواليهم، أو خليفتهم، بل إن بعض ‏الجماعات باتت تكفِّر غيرها من الجماعات الإسلامية ناهيك بتكفيرها مجتمعها ذاته إن لم ينصع ‏لأطروحاتها‎.‎


وأوضح كيالي أن الحل هنا ليس في الدعوة إلى فصل الدين عن السياسة وتبني العلمانية بالشكل المتطرف ‏الذي يروجه البعض، لأن ذلك ينتقص من مسألة الحرية واستقلالية الفرد، لكن الحل يكمن في تنزيه الدين ‏عن صراعات السلطة وتحريره من هيمنتهم.


وقال: يجب التمييز بين الديني والدنيوي، وتضمين الدساتير والقوانين معاني العدل والمساواة ‏والكرامة والحرية التي هي جوهر كل دين، ولا سيَّما الدين الإسلامي‎.‎ 


وأشار الباحث إلى أن سعي معظم   الجماعات الإسلامية لدعوة المسلمين إلى نبذ الدولة الحديثة، أو الدولة ‏الديمقراطية بدعوى أنها بدعة غربية، والعودة إلى الأصول أو إلى دولة الإسلام الأولية، أي الخلافة ‏أطروحات ساذجة، إذ لا يميز الإسلاميون بين الدين بحد ذاته، وتاريخ المجتمعات الإسلامية، وهو تاريخ له ما له ‏وعليه ما عليه.‏


أسباب التقصير ‏

وأضاف: يقدم الإسلاميون صورة متخيّلة ومثالية للتاريخ تختلف تمامًا عن التاريخ الواقعي، كما تكمن مشكلتها في ‏النظرة إلى الغرب، واعتباره بمنزلة شر مطلق، علمًا أن مجتمعاتنا مرتبطة بمنجزات الغرب العلمية ‏والتكنولوجية والثقافية، أكثر مما نتصور.‏


اختتم حديثه قائلًا: معظم التقصير لدينا ناجم عن أسباب داخلية تخص نظرتنا للحياة، وليس أي شيء آخر.‏

الجريدة الرسمية