رئيس التحرير
عصام كامل

بعد إصابة ياسمين عبد العزيز.. تعرف على التلوث البكتيري وأسباب حدوثه

د.مريد مايكل استشاري
د.مريد مايكل استشاري الجراحة العامة
أثار خبر تعرض الفنانة ياسمين عبد العزيز للإصابة بـ"التلوث البكتيري"، بعد إجرائها جراحة استئصال تكيس على المبيض، العديد من التساؤلات والمخاوف حول أسباب التعرض للتلوث البكتيري خلال العمليات الجراحية، ومدة خطورته، ومدى إمكانية علاجه، خاصة بعد مطالبة زوجها الفنان أحمد العوضي وكل أصدقائها المقربين، من جميع محبينها بالدعاء لها.


ما هو التلوث البكتيري
ويشير دكتور مريد مكرم استشاري الجراحة العامة وزميل الكلية الملكية للجراحين بإنجلترا، إلى أن التلوث البكتيري هو أحد مضاعفات العمليات الجراحية، التي تجرى في البطن أو داخل البطن، فهي أكثر عمليات قد يتعرض خلالها المريض للإصابة بالتلوث البكتيري، والتي يكون سببها إما داخليا، أو خارجيا، ومن داخل الجسم غالبا ما يكون عند إجراء عمليات في جرح ما بالجسم، نتيجة وجود بكتيريا في الجرح، فينتج عنها التهابات صديدية. 

الأسباب الداخلية للتلوث البكتيري
يضيف دكتور مريد، أن من الأسباب الداخلية للإصابة بالتلوث البكتيري، إذا كان المريض لديه التهاب صديدي في الكلى أو تسمم في الدم، او التهابات صديدية بالمفاصل، بمعنى آخر؛ أن أي مريض يعاني من وجود بؤرة صديدية بجسمه، وتجرى له عملية جراحية يكون عرضة للإصابة بالتلوث البكتيري.



الأسباب الخارجية للتلوث البكتيري
ويوضح دكتور مريد، أن الأسباب الخارجية؛ إما أن تكون نتيجة مشكلة في التعقيم، سواء تعقيم الأدوات، أو تعقيم الفريق الطبي نفسه قبل العملية، فيكون الجرح عرضة للتلوث.

أو أن المريض كان يعاني التهابا بكتيريا في المنطقة التي يتم إجراء الجراحة بها؛ مثل "خراج أو دمل" في مكان العملية، ولم يتم علاجه.

التلوث بعد العملية
أو بعد العملية، نتيجة غيارات ملوثة أو غير نظيفة للجرح، أو خلال العمليات، او من مريض مجاور له، أي أنه قد يحدث إما من الطبيب وإما التمريض.

انفتاح الأمعاء
ومن الأسباب الأخرى أيضا للإصابة بالتلوث البكتيري، خاصة خلال عملية مثل استئصال تكيس المبيض، هو أن تنفتح الأمعاء خلال إجراء الطبيب للعملية، سواء كانت عملية جراحية تقليدية، أو بالمنظار الطبي، أو نتيجة وجود التصاقات شديدة في المبيض، أو مع أي امعاء داخل البطن، وعند تسليك الطبيب لهذه الالتصاقات، تتعرض الأمعاء للفتح، فيخرج منها البكتيريا إلى الدم.

وخاصة أن الأمعاء الغليظة والتي نطلق عليها "القولون"، والموجودة بالقرب من المبايض، تحتوي على كميات هائلة من البكتيريا، فعندما تنفتح، وتخرج هذه البكتيريا إلى الدم، يحدث التلوث البكتيري.
وهذه البكتيريا طالما داخل الأمعاء لا تشكل أي خطورة، بل على العكس فهي تؤدي وظائف فسيولوجية بالجسم، هضم الأطعمة والتخمر والفيتامينات الهامة للجسم وأشهرهم فيتامين ك؛ الذي يساعد على التجلط ويوقف النزيف.



التسمم البكتيري
ولكن خروج البكتيريا للدم، الذي يعد بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا بشكل كبير، تكمن هنا الخطورة، فتؤدي إلى ما يسمى "التسمم الدموي" أو "التسمم البكتيري" للجسم.

أعراض التلوث البكتيري
قد تظهر الأعراض بشكل سريع خلال يومين من إجراء العملية، فنلاحظ ارتفاعا في البطن، مع قيء مستمر، ارتفاعا شديد في درجة الحرارة، ، وانخفاض ضغط الدم.

ما هي الصدمة التسممية
وإن لم يتم اكتشافه مبكرا، قد يدخل المريض في حالة "صدمة تسممية"، وهي أن نتيجة تكاثر البكتيريا والميكروبات في الدم، تفرز سموم في الجسم.

والصدمة التسممية، تعني أن ضغط الدم يبدأ في الانخفاض، وكل السوائل الموجودة في الجسم، يتم سحبها من جميع أجهزة الجسم، وضخها إلى القلب والمخ، فقط، وذلك للحفاظ على البقاء.

فيدخل الجسم في حالة غيبوبة، فيحدث اختلال في الوعي، وارتفاع في درجة الحرارة، والتي قد تتجاوز 40 درجة، ومع مرور الوقت قد يدخل الجسم في حالة فشل عضوي، حيث تفشل الأجهزة واحد تلو الأخر.

العلاج
ويشير دكتور مريد، أن العلاج كلما تم اكتشاف الحالة مبكرا، كلما كان أفضل، وهو يتمثل في استئصال الجزء المصاب من الأمعاء بالتلوث، لأنه من الصعب علاجه.

وهناك حالات يتم اكتشافها خلال إجراء العملية، فيتم استئصاله، ولا يشعر المريض، ويخرج بحالة جيدة.
الجريدة الرسمية