رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قوات أورومو تزحف نحو أديس أبابا.. ويوم عاصف بإثيوبيا وسط فرار القوات النظامية

جبهة تحرير أورومو
جبهة تحرير أورومو
أكد الخبير والكاتب السوداني المتحصص في قضايا شؤون منطقة القرن الإفريقي، عبدالقادر الحيمي، اليوم، فرار جنود من الجيشين الإثيوبى والارتري، وميليشيات الأمهرا، والقوات الخاصة للإقاليم، من القتال وتركوا سكان إقليم "العفر" وحدهم فى مواجهة قوات التيجراي.


وكشف الحيمى، أنه وسط هذه التطورات ترددت أنباء شبه مؤكدة حول تقدم قوات جبهة تحرير "أورومو" نحو العاصمة أديس أبابا، مستغلة الفراغ العسكري في اقليم أوروميا.

تحالف التيجراي الأورومو 

ومطلع يوليو الجاري، أكد حساب تيجراي بالعربي، الذي يديره السياسي عمر نور الدين من إقليم تيجراي الإثيوبي، أن قوت الأورومو ستبدأ في عملية تحرير واسعة من الجيش الإثيوبي، وأن هناك تحالفا بين جبهة تحرير تيجراي والأورومو لطرد الأمهرا، قبيلة رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد من الإقليم.

يشار إلى أن إقليم أوروميا رفض الاعتراف بانتخابات يونيو؛ وشكل حكومة انتقالية فى الإقليم على أن تضطلع الحكومة الجديدة بتسيير مهام الخدمات إلى أجل غير مسمى.

وبدأ رئيس الوزراء الإثيوبى، آبي أحمد على، الحكم في إثيوبيا باستراتيجة السيطرة، أطاح بوزير الدفاع السابق، وحاكم إقليم أوروميا "لما مغرسا"، والناشط جوهر محمد، الوجه الأبرز لمنافسة رئيس وزراء إثيوبيا، داخل عرقية الأورومو، وذلك على خلفية جريمة يرتكبها النظام وهي اغتيال مطرب الثورة الأورومو الشهير "هشالو هونديسا"، واتهام جوهر ونشطاء آخرين فى الجريمة، ليأتي بعدها بـ 4 شهور فقط لإعلان الحرب على إقليم تيجراي.

تخوض إثيوبيا تحديات هي الأصعب منذ انتهاء الحرب الأهلية في 1991، وتهدد في حال عدم إيجاد حلول دبلوماسية لها في إعادة فتح مواجهات دموية تهز منطقة القرن الأفريقي.

تعقيدات داخلية وخارجية 

بين النزاع في تيجراي وتظاهرات أورومو وأزمة سد النهضة، يجد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، نفسه في موقع شديد الحساسية داخليا وكثير التعقيدات خارجيا، ويستدعي من أديس أبابا قرارات حاسمة قبل هدر نجاحات الأعوام الفائتة.

النزاع في تيجراي هو الامتحان الأصعب أمام إثيوبيا بسبب العوامل الإثنية والإنسانية التي تحيط الأزمة، والتي قد تشعل فتيل حرب في البلاد. أرقام الأمم المتحدة تشير إلى أن 5.2 مليون من أصل ستة مليون في تيغراي هم اليوم بحاجة ماسة للمساعدات فيما ما يقارب الاثنين مليون هجروا بيوتهم أمام تقارير العنف الجنسي والمجازر وقطع الإمدادات الإنسانية.

عجز آبي أحمد 

مشكلة التيجراي تتخطى إطار تطبيق القانون التي توعد بها آبي، حين بدأ الحملة العسكرية في الإقليم في نوفمبر الفائت. فهي حول مجموعة إثنية وعرقية تشكل 6.1 في المئة من سكان البلاد وكانت تحظى بامتيازات ومواقع هامة  فيما جرى تهميشها بشكل تدريجي وباتت تشعر اليوم بأن وجودها العرقي والإثني هو مهدد.

حرب آبي في تيجراي كانت خطأ منذ لحظة إعلانها، إنما طلب المساعدة من القوات الإريترية تشكل إجحافا سياسيا بحق جميع الإثيوبيين.  فهذه القوات وكونها لا تحارب على أرضها، ولها ثأر طويل مع سكان الإقليم، قامت بفظائع بحسب منظمات حقوق الإنسان، أكبر بكثير من باقي الفصائل.

اليوم يبدو آبي عاجزا عن إعادة القوات الإرترية إلى بلادها وهو وعد بذلك منذ مارس الفائت. كما يبدو رئيس الوزراء الإثيوبي عاجزا عن إرساء مصالحة داخلية لحل الأزمة. لا بل، وكأنه أشبه ببعض الزعماء العرب حاليا وقديما، يمضي بسياسة البطش والتحدي باستكمال العمليات العسكرية وإجراء انتخابات في 21 يونيو ستزيد الانقسام والتشرذم بين المجموعات الإثنية في إثيوبيا.
Advertisements
الجريدة الرسمية