رئيس التحرير
عصام كامل

بعد واقعة نائب الجن والعفاريت.. الإفتاء تكشف حكم التنقيب عن الآثار والاتجار فيها

علاء حسانين
علاء حسانين
أثارت واقعة إلقاء القبض على النائب البرلماني السابق علاء حسانين المعروف إعلاميا بنائب الجن والعفاريت بتهمة تشكيل عصابي للتنقيب عن الآثار والإتجار فيها ، ثارت حالة من الضجة داخل الشارع المصري ووسائل الإعلام، كما فتحت الواقعة باب التساؤل عن حكم الشرع في عملية التنقيب عن الآثار والاتجار فيها.


نائب الجن والعفاريت 
وكانت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية ألقت القبض على تشكيل عصابي للتنقيب والاتجار في الآثار، يتزعمه النائب البرلماني السابق علاء حسانين المعروف إعلاميًا بنائب الجن والعفاريت.

حكم الإتجار في الآثارومن جانبها أكدت دار الإفتاء في وقت سابق أنه لا يجوز المتاجرة بالآثار، وإذا وجدها الإنسان في أرضٍ يمتلكها فلا يصح أن يتصرف فيها إلَّا في حدود ما يسمح به ولي الأمر وينظِّمه القانون مما يُحَقِّق المصلحة العامة؛ لأنَّ تلك الآثار تعتبر من الأموال العامة لما لها من قيم تاريخية وحضارية وعلمية واقتصادية تصب جميعها في مصلحة المجتمع ونمائه وتَقَدُّمه.

وأشارت الدار أن إقامة الهيئات المختصة للمتاحف أمر ضروري في عصرنا الحاضر؛ لأنَّه الوسيلة العلمية الصحيحة والوحيدة لحفظ آثار ومومياوات الأمم والحضارات السابقة وتهيئتها للدارسين، وهذا الأمر سبيله التنقيب عن الآثار، وهو لا يتعارض شرعًا مع حرمة الميت؛ لأنَّ الأصل في عملية التنقيب عن الآثار أن يقوم به فريقٌ مُتخصِّصٌ ومُدَرَّبٌ على ذلك، ويكون بعلم الجهات المختصة، ويراعى في عملية التنقيب كل أنواع الاحترام الإكرام لجسد المومياء؛ حيث يتم إخراج تلك المومياوات من قبورها بشكل دقيقٍ؛ ليتم الحفاظ عليها، وحمايتها في المتاحف لدراستها وعَرْضها، وليس الأمر كما يفعل لصوص المقابر من نَبْش القبور وسرقة ما فيها فضلًا عن انتهاك حُرْمة الموتى دون مراعاةٍ لكرامة صاحب القبر.

حكم التنقيب عن الآثار 
واوضحت الدار أنه لا مانع شرعًا من قيام الهيئات المختصة بدراسة الآثار عن طريق إخراج المومياوات القديمة، وعرضها في المتاحف، مع الاحتياط التام في التعامل معها مما لا يُخِلُّ بحقوق الموتى في التكريم، وهو ما تقوم به الجهات المختصة في المتاحف وغيرها؛ ومَن ثَمَّ تتَحقَّق الاستفادة مما وصل إليه أصحاب الحضارات القديمة الذين بَسَطوا العمران في الأرض، ولجئوا إلى تسجيل تاريخهم اجتماعيًّا وسياسيًّا وحَرْبيًّا نقوشًا ورسومًا ونَحْتًا على الحجارة؛ فقد حَثَّ القرآن الكريم في كثيرٍ من آياته إلى لفت النَّظَر إلى السَّيْر في الأرض، ودراسة آثار الأمم السابقة، والاعتبار والانتفاع بتلك الآثار؛ قال تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ} [الأنعام: 11]،  وقال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا﴾ [الروم: 9].

كما أشار القرآن الكريم إلى أخذ العبرة والعظة مما حَدَث لبعض الأمم السابقة، فيقول تعالى في شأن فرعون -وهو أحد ملوك مصر القدماء-: ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾ [يونس: 92]؛ فإذا كان الاعتبارُ بما حَدَث في الأمم السابقة أمرًا جائزًا شرعًا؛ فإنَّ الانتفاع بما تركوه من علومٍ نافعةٍ ونحو ذلك أولى بالجواز.

علاء حسانينوتسلمت نيابة جنوب القاهرة، تقرير لجنة وزارة الآثار فيما يخص المضبوطات التي وجدت بحيازة النائب البرلماني السابق علاء حسانين وآخرين، بعد أن كشف أن أماكن الحفر تقع في منطقة أثرية بالقرب من منطقة مصر القديمة، وأن لديه مخزنا للتهريب، حيث أخفى فيه علاء حسانين المضبوطات، ويحتوي ذلك المخزن على الآثار التي حصل عليها أثناء عمليات التنقيب.

وشملت قائمة المضبوطات: 2 لوحة أثرية لتابوت منقوش بالهيروغليفية، 36 تمثالا مختلفة الأطوال، 4 تماثيل أوشابتي نصف، 1 تمثال خشبي طوله 40 سم على هيئة أوزاريه، 1 تمثال أوشابتي من المرمر.
 
كما عثر على 2 تمثال من البرونز أحدها مفصول الرأس، و1 تمثال خشبي طوله 10 سم، 1 تمثال حجري منقسم لجزئين يعود للعصر اليوناني، 52 عملة مختلفة الأشكال برونز ونحاس تعود للعصر الروماني واليوناني، 6 عملات من النحاس ترجع للعصر اليوناني، 1 بولة نفط فخار تعود للعصر الإسلامي، 3  إبر جراحية تعود للعصر الإسلامي، عقود بها مجموعة من التماثيل تمثل آلهة مختلفة، 3 قطع حجرية مدون عليها نقوش فرعونية.

وعثر أيضا على 1 مائدة قرابين حجرية، 2  طبق بازلت  أسود اللون على شكل سمكة وآخر على شكل إوزتين، 4  فازات مختلفة الأحجام، 24 نموذجا لأوان مختلفة الأشكال والأحجام، 3 أواني صغيرة من المرمر.. إبريق أخضر من الفيانس، 1 إبريق من البرونز ومجموعة من بقايا البرونز، 6  قطع من الدرائق.. وقطع أحجار تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، 3 أطباق صغيرة الحجم من الفخار، 6 قطع من الفخار على شكل صغير الحجم، 1 غطاء إناء حجري وقاعدة غطاء حجري.

كما تم العثور على 1 مسند ورأس من الخشب، 10 قطع من الفيانس أخضر اللون، 3 مسرجة من الفخار ترجع للعصر اليوناني والروماني، جزء من تمثال على هيئة حيوان من الخشب، 3 ثقل ميزان أحدهم بازلت وآخر حجري، 3 موازيين من البازلت، 3 مكحلة من المرمر، 1 تمثال جنائزي صغير الحجم غير مكتمل.

وأما الأدوات المستخدمة في التنقيب فهي: 15 كوريك، 12 فأسا، 3 أزمة حديدية بمقبض خشب، 9 مطارق، 3 مطارق كبيرة، 11 مسمارا حديديا و 15 أجنة حديدية و8 مطارق وكمية من الأحبال، كابل كهرباء و4 مولد كهرباء و5 شنيور دقاق و4  حفرات بنطاق قسم شرطة مصر القديمة مساحة 1 متر إلى 2 متر وعمق كبير.
الجريدة الرسمية