رئيس التحرير
عصام كامل

ممتاز القط وقانون نيوتن الأول!

ما الذي يدفع كاتب مثل الأستاذ ممتاز القط ترأس ذات يوم تحرير واحدة من كبريات الصحف المصرية والعربية أن يعيد إتهامات الإخوان للزعيم جمال عبد الناصر بأنه مدبر مظاهرات ٩ و١٠ يونيو؟ هل هو الفراغ القاتل؟ أم هي الرغبة في كسب اللايكات من المتأخونين لا إراديا ممن يعادون الإخوان لكن عقولهم لم تنفض دعاية الإخوان بعد؟!


أليس الأستاذ القط من صدع رؤوسنا باحترام الزعماء والرموز؟! أم إنه يقصد بذلك الرئيس مبارك وحده؟! ألم يتناول الأستاذ القط بالكتابة معركة الوعي مرات ومرات؟ كيف يحذر من شئ هو نفسه غارق فيه حتي أذنيه؟! ألم تكن مظاهرات التنحي والتنحي نفسه من تداعيات معركة حربية تسببت في جرح كبير قبل الإفاقة وتصحيح المسار وإعادة بناء الجيش العظيم علي أسس حديثة خاض حرب الاستنزاف وصولا إلي أكتوبر وبالتالي يشارك بما يكتبه في احتفالات إسرائيل بهذه الذكري في حين لم يدعم فكرة المعايرة السنوية للجيش العظيم إلا جماعة الإخوان ومن تحالف معها؟

قانون نيوتن الأول
كيف لم يلتقط الأستاذ القط الخيط من تركيز إعلامنا الأيام الماضية علي ذكري إعادة إفتتاح القناة في ٥ يونيو أيضا مع احتفالات تولي الرئيس السيسي المسئولية في مصر وهي إشارة إلي قيام الإعلام بمسئوليته الوطنية والأخلاقية بعدم التبرع لإعلام العدو بخدمات مجانية كان يقدمها الإعلام سابقا لأنظمة سابقة في سعي أحمق لنقل روح الإحباط من جيل إلي جيل؟! كيف خان الأستاذ القط ذكاؤه وهو صحفيا واعلاميا كبيرا؟!

علي كل حال نعرف التفسير وخصوصا عندما نتأمل قانون نيوتن الأول ومختصره أن "كل جسم مادي - حتى العقول - قاصر عن تغيير حالته من السكون أو الحركة ما لم تؤثر عليه قوة تغير من حالته"! والأستاذ القط علي سكونه أو حركته منذ إمتهن الصحافة في السبعينيات في عز تحالف أقلام السلطة مع الإخوان لتشويه الستينيات.. وللأسف وقعوا في جريمة تغليب السياسي علي الوطني.. فليس مهما أن تهين جيشك وتتهمه بمفردات إنتشرت هذه الفترة في بذاءة لا مثيل لها توارثها كتاب وباشكتاب استخدموا ضد وطنهم أحط الألفاظ من عينة أنه عاش "الذل" و"العار" و"الوحل" ولا تجد شعبا يصف وطنه أو جيشه بذلك إلا في بلادنا..

لأنه لا توجد في أي دولة أخرى سلطة تحالفت مع الإخوان.. وقاد إعلام الإخوان القافلة كلها وحتى أزاح النظام الذي مكنهم من البلد والذي كان قد إختار قبل السقوط بسنوات الأستاذ القط كي يعبر عنه!  فسقطوا معا.. النظام والقط!

إتهام سخيف
المدهش أن الإتهام صار خلال السنوات الماضية سخيفا بعد شهادة العشرات بمشاركتهم بتلقائية في تلك المظاهرات وأنهم رأوا الالاف تزحف بتلقائية أيضا فيها حتي سيطروا علي طرق مصر كلها.. فلو مظاهرات العاصمة مدبرة فمن دبرها في الأقاليم؟ حتي سيطروا علي الطرق ووسائل المواصلات من بينها ١٦٠ قطارا وجهوها للقاهرة لمنع التنحي؟!

وإذا كانت مظاهرات الأقاليم مدبرة فمن دبرها في العواصم العربية والفيديوهات موجودة؟ من الذي دفع رئيس لبنان شارل الحلو للبكاء في قصر بعبدا ويبكي إسماعيل الأزهري رئيس السودان ورئيس وزرائه المحجوب في اتصال هاتفي بالقاهرة لمنع التنحي؟!  وإذا كان هؤلاء عرب فمن دفع الزعيم الفرنسي الأشهر شارل ديجول ليحاول منع التنحي في رسالة مؤثرة بليغة ذكر فيها أن فرنسا نفسها كلها أحتلت بكاملها في الحرب العالمية ولم يكن ذلك نهاية المطاف؟!

صحيح قانون نيوتن ينطبق علي مواقف الكثيرين لكن الكثيرين أيضا تغلبوا عليه.. البعض مثلا كان يردد ذات يوم "الإخوان فصيل وطني" واستفاقوا وتوقفوا.. والبعض كان يطالب ببيع القطاع العام فلما رأوا الكارثة ببيع ممتلكات شعبنا وتشريد أبناؤه علي يد النظام الذي إختار الأستاذ القط للتعبير عنه استفاقوا وتوقفوا! فمتى يستفيق الأستاذ القط؟!

علي كل حال للحديث بقية.. لنعرف كيف لكاتب كبير كان يعبر عن نظام خرجت ضده الملايين يردد مثل ذلك ضد رجل تعرض لنكسة عسكرية ورغم ذلك خرجت الملايين لإعادته للمسئولية في سابقة تاريخية لم تحدث من قبل وربما لن تحدث من بعد!  ثم ودعته أمته بعدها بسنوات في أعظم جنازة في التاريخ!
إنتظرونا...
الجريدة الرسمية