رئيس التحرير
عصام كامل

ما هي الوجهات المحتملة للمرتزقة حال مغادرتهم ليبيا؟

تركيا أرسلت آلاف
تركيا أرسلت آلاف المرتزقة إلى ليبيا

جدد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تحذيراته من مواصلة تركيا إرسال المرتزقة إلى ليبيا، مؤكدا أن الأيام القليلة الماضية، شهدت وصول 380 مرتزقا جديدا إلى الأراضي الليبية، فيما طالبت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، مجددا بضرورة سحب المرتزقة من البلاد.



المرتزقة

وبالرغم من تكثيف التحذيرات والمطالبات الدولية والأممية بضرورة سحب جميع المرتزقة الأجانب من ليبيا، كخطوة محورية في إطار تحقيق عملية السلام والاستقرار في البلاد، إلا أن التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة خلال الأسبوع الماضي أكدت أن عددهم لم ينخفض، رغم التعهدات الدولية التي أقرتها جميع الأطراف الإقليمية الفاعلة في الداخل الليبي بأهمية تحقيق ذلك.

وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في تقرير صدر نهاية مايو الماضي، إن ليبيا لم تشهد أي تراجع في عدد المقاتلين الأجانب أو أنشطتهم، لاسيما في وسط البلاد.


ويقول الباحث السياسي الليبي محمود الكزة، إن تصريح وزيرة الخارجية بضرورة خروج جميع القوات الأجنبية من ليبيا، قوبل باحتجاج واستنكار شديدين من قبل القوى الموالية للإخوان.

ورقة في أيدي تركيا

ومن جانبه يرى الدكتور جاسم محمد رئيس المركز الأوروبي للاستخبارات ومكافحة الإرهاب، أن التنظيمات المتطرفة، والمرتزقة السوريين، أصبحا ورقة سياسية بيد أطراف إقليمية ودولية، تمثل مصالحها، وهذا ما يحصل شمالي سوريا، عندما استغلت تركيا، تلك الجماعات المتطرفة والمرتزقة، لتجنيدهم ونقلهم للقتال في ليبيا لصالح حكومة السراج سابقا، المتحالفة مع أنقرة.

ووضع محمد 4 سيناريوهات محتملة لعملية نقل المرتزقة السوريين من ليبيا، وكذلك وجهات محتملة لهم، أولها شمال سوريا.

وقال محمد في دراسة نُشرت تحت عنوان "المرتزقة في ليبيا ـ تحقيق مكاسب مادية.. أقوى دافع لدى المقاتلين": "إن التزام حكومة تركيا بالاتفاقات الدولية الخاصة بأمن واستقرار ليبيا، وإعادة المرتزقة إلى شمالي سوريا، عبر تركيا، يمكن أن يمثل عبئا كبيرا على حكومة أنقرة، التي تتحمل التزامات مالية، إلى جانب تعهدات واتفاقات غير معلنة بين الاستخبارات التركية وقيادات تلك الجماعات.

والوجهة الثانية وفقا للدراسة هي شمال إفريقيا، بحيث يتسرب المرتزقة إلى دول شمال إفريقيا، خاصة تونس، والالتحاق بالجماعات المتطرفة، هناك.

وما يعزز هذا الاحتمال أن أغلب هذه الجماعات، قاتلت في سوريا تحت مظلة تنظيم داعش والنصرة وغيرها من التنظيمات، ولديها علاقات عامة تشجع عودة تواصلها مع بعض.

أما الوجهة الثالثة المحتملة فهي غرب إفريقيا حيث تنتشر الجماعات المتطرفة، وفق العديد من الدراسات المعنية بالتطرف والإرهاب.

ووفقا للدراسة فإن الوجهة الرابعة هي، جنوب أوروبا، حيث أن وجود الجماعات المرتزقة المتطرفة في ليبيا، يعطيها فرصة، للوصول إلى أوروبا، خاصة أن غالبية هذه الجماعات، تفضل المغامرة عبر البحر للوصول من خلال الشواطئ الليبية إلى إيطاليا بحرا، ثم أوروبا، وهذا ما تخشاه دول القارة العجوز.

الجريدة الرسمية