رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هاري فضح "التاج" ولكن!

يبدو أن القنابل التي يسقطها الأمير هاري، على قصر باكنغهام لن تتوقف حتى تصيب الهدف، الذي يريده وزوجته الممثلة الأميركية ميغان ماركل، كلنا نتذكر المقابلة التي عرضت منذ شهرين وحاورتهما فيها الإعلامية أوبرا وينفري، وكشفا خلالها الغطاء عن أسرار القصر الملكي البريطاني.


رغم قسوة المقابلة لكنها حققت أرقاما قياسية من حيث المشاهدة والتداول عالميا، حيث تابع البث نحو 50 مليونا بخلاف من شاهدها بعدها عبر المنصات الإلكترونية، وكانت مربحة للغاية لجميع الأطراف بداية من الزوجين الملكيين الذين نالا مقابلا مجزيا عن اللقاء المثير للجدل رغم نفيهما، كما كسبا تعاطف كثير من شعوب العالم تجاه معاناتهما، وانهالت عليهما عروض العمل الإعلامي والدعائي من كل صوب، أما أوبرا وينفري فعادت إلى الأضواء بمقابلة غير مسبوقة وهي التي انزوت في شبكتها الإعلامية المدفوعة، كما باعت حق عرض اللقاء حصريا لشبكة "سي بي اس" الأميركية مقابل 9 ملايين دولار، وعوضت الشبكة التلفزيونية ما دفعته من الإعلانات، إذ دفع المعلنين 325 ألف دولار لكل 30 ثانية خلال اللقاء الذي استغرق ساعتين.

سلسلة وثائقية للأمير
وكان من نتائج المقابلة المدوية أن اتفق "Apple TV+" مع أوبرا وينفري والأمير هاري، على سلسلة وثائقية عن الصحة الذهنية، يبدأ عرضها الأسبوع المقبل، مستغلا خبرة وشهرة أوبرا وينفري، ومكانة وتأثير الأمير هاري، ومن أجل الترويج للحلقات أطل هاري يوم الجمعة الماضي عبر مدونة أميركية صوتية شهيرة بصحبة الممثل داكس شيبرد، للحديث عن الصحة العقلية كاشفا المزيد من خفايا حياته ومعاناته في القصر الملكي.

وأعلن الأمير هاري عبر "بودكاست" إدمانه الكحول والمخدرات وتصرفه بجنون في مرحلة المراهقة، قائلا "كانت نشأتي وراء كل ما واجهته من صدمات وألم ومعاناة، فجأة وجدت نفسي أتعاطى مخدرات وكحول وأدخن حشيش وأحضر حفلات، لانه لم يكن لدي الوعي الكافي، وكنت أقنع نفسي بأن الأمر ممتع، وحين أدرك والدي افراطي في الشراب وتدخين الحشيش، اصطحبني لزيارة مركز متعاطي المخدرات، حيث حذرني النزلاء من أن إدمانهم بدأ باحتساء الكحول وتدخين الحشيش".

وعزا الأمير هاري انتقاله وزوجته وابنهما للعيش في الولايات المتحدة، إلى رغبته في تحطيم "حلقة المعاناة والتعاسة" لدى العائلة الملكية، خصوصا أن حياته في ظل "التاج الملكي" كانت مزيجا من "برنامج تلفزيون واقع وحديقة حيوانات"، كما اكتشف أن والده الأمير تشارلز كان يعامله "بالطريقة التي عومل بها من قبل"، وأعلن الأمير هاري أن والده والعائلة الملكية قطعوا عنه الموارد المالية كاملة مطلع العام 2020.

أسرار العائلة
ولم يعتب الأمير هاري في "البودكاست" على والده، لأنه عانى مثله في صباه، مشيرا إلى عزمه عدم تكرار الأخطاء نفسها مع أبنائه، بعدما شعر بالعجز التام في طفولته تجاه معاناة والدته الأميرة ديانا من ملاحقة المصورين، وبعد وفاتها بسبب مطاردة المصورين لها قرر عندما أصبح شابا عدم الاستمرار في الالتزامات الملكية، وزاد اصراره بعدما رأى مطاردة الإعلام لزوجته فخشي أن تتكرر مأساة والدته معها.

إصرار الأمير هاري، على فضح أسرار التاج الملكي، يزيد الضغط على أسرته وفي الوقت نفسه يعرقل مساعي المصالحة خوفا من كشفه المزيد مما يحدث بين العائلة الملكية، وهو ما أعربت عنه الخبيرة الملكية كاتي نيكول، مشيرة إلى غضب وحزن العائلة خصوصا من عبارة هاري انه "كان يعيش في برنامج واقعي وحديقة حيوانات"، معتبرة أن "شعور الأمير هاري بأنه محاصر هو والأمير وليام والأمير تشارلز من قبل العائلة، ينطبق ربما على الأميرهاري فقط. كما أن إصراره على انتقاد والده لم يلق قبولاً من العائلة ولا حتى من المملكة المتحدة بشكل عام، حيث صوب السهام عليه سابقاً في المقابلة مع أوبرا وينفرى، وهو أمر مؤلم جدا لولي العهد الأمير تشارلز".

ورأت نيكول، أن هذه المقابلة "ستلعب دوراً سلبياً في علاقة الأمير هاري مع شقيقه ووالده، وفي كل مرة يتحدث فيها الأمير هاري عن علاقته بالعائلة الملكية ستعيق محاولات إصلاح العلاقة نتيجة الصدمة الناتجة عن تصريحاته وتداوله الأمور الأسرية علناً".

يجب الاعتراف بأن الأمير هاري واقع تحت تأثير زوجته ميغان ماركل، التي أفقدته الألقاب الملكية وأقنعته بنمط حياتها الأميركية، بعدما استفادت من شهرة ملكية ونالت لقب دوقة وهي التي كانت ممثلة مغمورة، وأرادت استثمار ما لديها ومكانة زوجها الملكية بالعودة إلى بلدها لحصد المزيد من المال والشهرة، وكان لها ما أرادت حيث نجح هاري في إبرام إتفاق لها مع شركة "ديزني" العملاقة كما اتفقا سويا على إنتاج برامج لشبكة "نتفليكس"، مستفيدين من تعاطف الأميركيين معهما أكثر من تعاطف البريطانيين لأسباب تتعلق باحترام ووقار "التاج الملكي".

ماركل أيقونة للموضة
بعدما عزّزت ميغان ماركل مكانتها كأيقونة للموضة إثر انضمامها إلى العائلة الملكية، وغالباً ما تباع الملابس والمجوهرات التي تفضلها في غضون ساعات من ارتدائها خلال إطلالاتها أو في الأماكن العامة، بدأت في إطلاق صيحات جديدة في الأثاث والديكور منذ انتقالها إلى الولايات المتحدة، حيث أعلنت ماركل أنها ستصدر كتاباً للأطفال الشهر المقبل بعنوان The Bench، مستوحى من قصيدة كتبتها لزوجها هاري في عيد الأب بعد ولادة ابنهما أرشي.

وبعد أيام من إعلانها، ناقشت تأثير جائحة "كورونا" على النساء في مقابلة تلفزيونية، بينما كانت جالسة على المقعد، الذي يُعتقد أنه الذي تتحدث عنه في كتابها، وعلى الفور تضاعفت نسبة الباحثين عن كلمة "مقعد" بالتزامن مع عرض مقابلة ماركل التلفزيونية. كما بيعت المقاعد التي جلس عليها هاري وميغان خلال مقابلة أوبرا وينفري، بالكامل في غضون ساعات.

فضائح التاج
من الظلم تحميل الأمير هاري مسؤولية فضائح العائلة المالكة البريطانية، حتى وان كانت زوجته تسيطر عليه، لأن الفضائح والأزمات الملكية تاريخها حافل بدء من تنحي الملك إدوارد الثامن عن العرش العام 1936 بعد 326 يوما من الحكم، حتى يتزوج الأميركية المطلقة مرتين واليس سيمبسون.

وبعد ذلك ما أحاط بـ"المتمردة" الأميرة مارغريت، الشقيقة الصغرى للملكة إليزابيث الثانية، من حياة عاطفية صاخبة لا تتوافق مع المعايير الملكية، وما فيها من خيانات تناولتها الصحف. ولا ننسى فضائح ومشكلات زيجات وطلاق وعلاقات أبناء الملكة اليزابيث نفسها بداية من وريث العرش الأمير تشارلز، مرورا بثاني أبناءها الأمير أندرو، كذلك ابنتها الأميرة آن، وغيرها الكثير.

مؤكد أن الملكة اليزابيث والأمير تشارلز يرغبان في إصلاح العلاقة مع هاري، لكن ربما توقفهما مسألة الثقة، التي يصر عليها شقيقه وليام، خوفا من تحدث هاري علنا للإعلام عما حدث مع العائلة، ولا ننسى هنا تأثير الدوقة كيت ميدلتون زوجة وليام، وخلافاتها المعلنة مع زوجة هاري، التي دفعتهما لطلب الانتقال إلى منزل مستقل في بريطانيا قبل التخلي عن الألقاب الملكية والانتقال إلى الولايات المتحدة، وهذه لها تفسير آخر أن هاري فقد تماما الأمل في العرش الملكي، فبعدما كان ترتيبه الثالث بعد والده وشقيقه وليام، أصبح السادس لأن كل طفل تلده كيت ميدلتون يبعده أكثر عن العرش..

وزاد من معاناته أن ابنه أرشي لا يحمل لقبا ملكيا مثلما أعلنت زوجته، ونتيجة لما عاناه في طفولته وصادفه من تمييز لم يجد أمامه سوى التشهير بتأثير وضغط من زوجته علهما يجدا الشهرة والمال في الولايات المتحدة.
Advertisements
الجريدة الرسمية