رئيس التحرير
عصام كامل

رحل رجل الدراما الشعبية.. مصطفى محرم صاحب الرؤية السياسية في الفن

الكاتب والسيناريست
الكاتب والسيناريست الراحل مصطفى محرم

بعد تاريخ فني ودرامي زاخر لعقود طويلة رحل عن عالمنا اليوم الكاتب والسيناريست مصطفى محرم، عن عمر ناهز الـ 80 عامًا، بعد تعرضه لأزمة صحية.



بداية مصطفى محرم

كانت بداية الكاتب الراحل الأدبية والفنية في قسم القراءة في شركة فيلمنتاج للإنتاج السينمائي، ثم اتجه لكتابة السيناريو للأفلام السينمائية، ليقدم خلالها مجموعة من أبدع الأعمال السينمائية منها: (ليل وقضبان، أهل القمة، ليلة القبض على فاطمة، الحب فوق هضبة الهرم)، وفي منتصف التسعينيات اتجه للكتابة الدرامية والأعمال التليفزيونية، من بينها: (لن أعيش في جلباب أبي، عائلة الحاج متولي، ريا وسكينة، زهرة وأزواجها الخمسة).

الدراما من وجهة نظر مصطفى محرم

لم يكن الكاتب الراحل مصطفى محرم يتعامل مع الأعمال الفنية سواء تلك التي قام بكتابتها أو تلك التي يتابعها كمشاهد عادي، على انها أعمال للفن والتسلية، وانما كان يرى الفن من منظور الرسالة والمضمون، وهو ما اتضح من خلال نقده الذي قد يراه البعض لاذعًا ولكن من وجهة نظره دفاعًا عن البيت الفني، والتاريخ الأدبي.

محطات مصطفى محرم الفنية

كانت المسيرة الفنية للكاتب الراحل مليئة بالمحطات وكذلك الأسرار والكوالس مع الفنانين الذين سطرت نجوميتهم كلماته التي تحدث بها السيناريست مصطفى محرم، عن مشواره السينمائي العريض ومحطاته المهمةوأبرزبها لتترجم بعد ذلك لأعمال فنية سواء سينمائية أو تليفزيونية، من بين هؤلاء النجوم، نبيلة عبيد ونادية الجندي وأحمد زكي، فيعد مصطفى محرم أحد أهم كتاب السيناريو المصريين وعمل مع أغلب أدباء مصر وحول أعمالهم إلى أفلام وظلت علامات في تاريخ السينما المصرية مثل "أغنية على الممر" و"الراقصة والطبال "وهي ضمن قائمة 105 فيلماً و36 مسلسل و20 فيلماً وثائقياً.

الدراما والسياسة

كان الكاتب الراحل يرى أن الفكر الفني والأدبي للكاتب جزء لا يتجزأ من رؤيته السياسية، فحينما سئل عن إمكانية كتابة عمل درامى عن المتغيرات السياسية التى حدثت بمصر.. عند أى محطة سيقف: 25 يناير أم 30 يونيو، فكان رده قاطعًا بأن الجمعية التاريخية لم تؤد واجبها على خير ما يرام، لأن اعضاءها كل فرد فيهم متشبع بنظام معين، ولم يكن هناك احد قدم الحقيقة المطلقة والموضوعية الشديدة فى تقديم الحدث، قائلًا: "حتى الآن لا نعرف أسباب 25 يناير الحقيقية، ولابد ان الكاتب يكتب عما يعرفه تماما وليس عما يرضي الجو والمناخ العام".

مؤامرة على الدراما

وعن أسباب عدم خروج أعمال تؤرخ لبطولاتنا، إن كان هذا ناتج لعامل مادى أم إرادة سياسية، فأجاب بأنه لعدم وجود إرادة سياسية، لأنهم لم يستوعبوا القيمة الحقيقية للفن، او لم يكن عندهم التقنيون الذين يقدمون الدعاية بشكل غير مباشر، الذى كان يحدث انهم يقدمون الدعاية بشكل فج، وأهم حاجة فى الفن ان تكون به متعة.

مؤلفو الجيل الجديد

وعن رأيه في مؤلفي الدراما من الجيل الجديد، فكان مصطفى محرم، يرى ان الجيل الجديد من مؤلفى الدراما أخذ فرصا كبيرة جدا ولكن لم ينجح فيها، ولن تكون له شعبية حقيقية، فكثير منهم قرأ كتابين اقتبس منهما واصبح يطلق على نفسه مؤلف.

رجل الدراما الشعبية 

الكاتب الراحل مصطفى محرم، رغم وصف الكثير له بأنه رجل درامى شعبى، إلا أنه قدم للسينما قرابة الـ 150 فيلمًا وعاصر عدة حقائب زمنية للدراما التليفزيونية منذ بدايته يبها عام 1962، وعن تطور الاشكال الفنية للأعمال الدرامية، قال مصطفى محرم في حوار سابق له: "انا عاصرت الدراما التليفزيونية فى مصر منذ ان كان المسلسل سبع حلقات و15 حلقة لدرجة اننى عندما جئت لاكتب اول مسلسل فى حياتى 13 حلقة وكان شيئا مرعبا، فما بالك بالذى يبدأ حياته بـ60 او 30 حلقة دون ان تكون لديه اى تجربة او خلفية للكتابة التليفزيونية، انا اقول هذا الكلام لاظهر الوضع الموجود حاليا والذى اصابه الخلل الكبير، فنحن نفاجأ بمن يعمل مسلسلا 60 حلقة وهم ليس لديهم الخبرة والثقافة والتاريخ.. ثم إن كاتب الدراما يجب ان تكون لديه ثقافة عالية جدا، يدرس اشكال الدراما والمسرح والسينما لكى يستطيع ان يستوعب ويبدع".

الجريدة الرسمية