رئيس التحرير
عصام كامل

الإمام أحمد الرفاعي

هو أبو العباس أحمد بن علي بن يحيى . يصل نسبه الشريف إلى مولانا الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله. وهو شريف أيضا من جهة أمه السيدة فاطمة الأنصارية الشريفة  الحسينية.. والإمام الرفاعي شافعي المذهب سني أشعري صوفي معتدل وسطي.


وللإمام الرفاعي كنيات عديدة منها (أبو العلمين- وشيخ العاجزة- وشيخ الطرائق- والشيخ الكبير- والقطب الرباني- والعالم الصمداني).. تأثر بحجة الإسلام الإمام أبي حامد الغزالي والقطب الكبير عبد القادر الجيلاني. وله منزلة كبيرة بين أقطاب التصوف ..

نشأته
ولد رضي الله عنه بقرية حسن بالبطائح بالعراق في سنة ٥١٢ هجرية . وتوفي في سنة  ٥٧٨ هجرية في بلدة أم عبيدة بالعراق وله ضريح ومقام مشهور بها عامران بالزوار من المحبين وأهل الطريق من المشارق والمغارب.. نشأ الإمام الرفاعي نشأة دينية علمية على هدي كتاب الله تعالى والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله. حفظ كتاب الله تعالى وجوده وهو ابن السابعة من عمره ودرس علوم الشريعة والفقه على يد العالم الفقيه المحدث الواعظ الزاهد الشيخ أبي الفضل على الواسطي رضي الله عنه. وكان ملازما مجلس خاله ودروسه العالم الجليل المكنى  بسلطان العلماء خاله الشيخ أبي بكر البطائحي رضي الله عنه. 

وتلقى بعض العلوم على يد الشيخ عبد الملك الحرنوبي وحفظ على يديه كتاب التنبيه في الفقه الشافعي . وتربى روحيا وسلك طريق القوم على يد خاله العارف بالله الولي التقي أحد كبار المتصوفة في زمنه خاله الشيخ منصور البطائحي والذي إنتقل إلى كفالته مع أمه بعد وفاة أبيه وهو في السابعة من العمر. اشتغل رضي الله عنه بالعبادات والذكر وأحب الخلوة فجذبه الله تعالى إليه وفتح له بابي العطاء الكسبي على أثر عبادته ومجاهداته. والعطاء الوهبي من باب الفضل والمنة والتوفيق الإلهي.

وهما ما أشار الله تعالى إليهما بقوله عز وجل (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ). وأفاض سبحانه وتعالى على قلبه بالعلوم وأنوار المعارف والحقائق والرقائق والمعاني والأسرار ورزقه سبحانه وتعالى فهما ربانيا وفتح له خزائن العلوم اللدنية فنهل منها حتى صار على رأس أكابر أهل الولاية والمعرفة بالله ومن فرادي أكابر الأقطاب وإليه تنسب الطريقة الرفاعية وهي من أشهر الطرق الصوفية ولها أتباع كثر في مصر والعراق وبلاد الشام وتونس وشرق آسيا وكثير من البلدان ..

منهج الإمام الرفاعي
هذا وقد تفرد الإمام الرفاعي عن أقرانه من سالكي طريق الله تعالى حيث أنه أقبل على الله تعالى من باب الذل والانكسار والعجز والافتقار إليه سبحانه. وعن ذلك يقول رضي الله عنه:( سلكت كل الطرق . أي الموصلة لله تعالى والتي تقيم في حضرة القرب منه عز وجل.. فما رأيت أقرب ولا أسهل ولا أصلح من الإفتقار والذل والإنكسار) وقد سئل كيف يكون ذلك؟ .فقال: (تعظم أمر الله تعالى ووتشفق على خلقه وتقتدي بسنة وهدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله) .

هذا وللإمام الرفاعي منهج خاص في سلوك طريق الله تعالى. أساسه الحب والصدق وإتباع هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله. ووعدم رؤية النفس والاشتغال بطاعة الله تعالى وذكره والتجرد من الأنا وعدم الالتفات والتطلع إلى الكرامة والفرحة بها والنظر إليها. ويؤكد ذلك أقواله رضي الله عنه والتي منها: ( طريقي دين بلا بدعة. واتباع بلا ابتداع. وعمل بلا كسل. ونية بلا فساد. وصدق بلا كذب. وحال بلا رياء. وعليكم بالذكر فإنه مغناطيس الوصل والقرب. ومن ذكر الله طاب بالله ووصل إلى الله تعالى).

وقال: (مرغ خدك بالتراب وافرش جبينك على الباب . ولا تعتمد على عملك  والجأ إلى رحمته تعالى وقدرته وتجرد منك من حولك وقوتك ومن غيرك تلحق بأهل السلامة ) .
الجريدة الرسمية