رئيس التحرير
عصام كامل

مدرسة متفردة.. العندليب و67 أغنية وطنية (1)

رحل "حليم" الذي نحتفل بذكرى رحيله الـ 44 هذه الأيام الذي غيبه الموت في 30 مارس 1977.. تاركاً رصيداً هائلاً من حب الجماهير، وعدداً قيماً من الأغاني نحو 67 أغنية وطنية.. منها 10 أغنيات جسدت حالة حزن اعترت المصريين بعد نكسة يونيو 67.. ويحضرني ما قاله الراحل عبد الرحمن الأبنودي إنه بعد وقوع النكسة أقمنا في الإذاعة أنا وحليم والطويل ثلاثة أشهر متصلة، أنا أكتب الأغاني، والطويل يلحنها، وحليم يغنيها..


وكنا وقتها نشفق على الشعب من هول الصدمة؛ فجاءت الأغاني معبرة عن تلك الحالة وحاولنا رفع معنويات الشعب بأغانٍ مثل "ابنك يقولك يا بطل"، و"أحلف بسماها وبترابها" التي ظل حليم يرددها حتى عادت سيناء مصرية.. و"عدّى النهار" وهي من أهم الأغاني التي عكست حالة حزن "حليم" إثر النكسة، ولمَ لا، والعندليب كان يملك حساً وطنيًا عالياً، جعله مهموماً بآلام الأمة العربية كلها.

كما غنى العندليب "المركبة عدّت" بعد نصر أكتوبر وعودة القناة في احتفال مهيب أقيم على ضفافها.. ولا يزال "حليم" بعد كل هذه السنوات حاضراً بقوة كقيمة ورمز في وجدان المصريين وجزءا من ذاكرتهم الوطنية.. ولا تزال الأوبرا تخصص لأغانيه حفلات سنوية يشدو بها كبار المطربين.. فشتان بين ما قدمه حليم وما يقدمه البعض في يومنا هذا من سخافات يدعون أنها "غناء".. ونكمل غداً.  
الجريدة الرسمية