رئيس التحرير
عصام كامل

شماتة القتلة!

أنا مندهش من هؤلاء المندهشين من شماتة البعض فى مرض أو موت شخص.. وسبب اندهاشى أن من يشمتون فى مريض أو متوفى يجيزون ما هو أكثر فداحة وهو القتل.. أليس منهم من  يكفرون خلق الله، وبالتالى يحرضون على قتلهم؟.. وأليس منهم من انضم لجماعة ارتكبت جرائم العنف ومارست القتل بالفعل؟.. لذلك أن يشمت هؤلاء في مريض أو متوفى أمر طبيعي ومتوقع  ولا يثير الدهشة!


إن مشكلتنا هى ذلك التطرف الدينى الذى تم زرعه فى مجتمعنا منذ عقود طويلة.. فهذا التطرف الدينى هو الذى نشر التعصب بيننا  وحاصر التسامح فى مجتمعنا، ونشر فيه عادات رزيلة مثل الشماتة فى مريض أو متوفى، رغم أن مجتمعنا كان يتعاطف بشدة مع المريض ولا يذكر إلا محاسن موتاه.

إذن مشكلتنا أكبر من مجرد الشماتة فى مريض أو متوفى.. إنها مشكلة من منحوا أنفسهم حق تكفير الناس والحض على قتلهم بل وذبحهم بوحشية كما شاهدنا ذلك، أما مشكلة الشماتة فهى إحدى مظاهر تلك المشكلة الأخطر..

حتى ينصلح حال مجتمعنا لابد أن نواجه هذا التطرف الدينى ونتخلص منه لنتخلص من بث الكراهية والتعصب فى المجتمع، ونتخلص من تلك العادة الرزيلة، عادة الشماتة فى مريض أو متوفى أو من تعرض لمصيبة ومكروه، وقبل ذلك كله نحمى أمن واستقرار مجتمعنا وحياة أهله. 
الجريدة الرسمية