رئيس التحرير
عصام كامل

وداعا سيدة الإعلام الجماهيري.. ملك اسماعيل!

الإعلام عمل إبداعي في الأساس يبقى في خدمة الوطن يتسلل إليه موظفون كثيرون.. هؤلاء لا دور لهم إلا الوشاية وإرباك العمل وبعض الأعمال المكتبية.. وآخرون مبدعون لكنهم لا يمتلكون القدرة ولا الجرأة على الحركة الذاتية.. وفريق ثالث -وهذا الذي ننحاز إليه- نراه نموذجا للإعلامي الناجح.. الموهوب الكفء الذي يعرف احتياجات ومتطلبات اللحظة التي يقف ويعمل فيها.. يمتلك بوصلته ويعرف بوصلة الناس والوطن ويقوم بما تمليه عليه وطنيته وما يمليه عليه ضميره.. فنراه -وتراه- في الموقف الصحيح حتى دون توجيه واحد وبغير إشارة واحدة!


من هذا النوع كانت ملك اسماعيل.. لمحت في الأفق الرغبة في انفراجة إعلامية معقولة.. تجاوز شعبنا بصحافته حدها الأدنى.. ولكن في إعلام الدولة أدركت حدها الأقصى.. لكنها أصرت على الاقتراب من سقف المسموح وأن تملأ المسافة بين الحدين.. وانحازت للناس.. واختارت أن تنقل صوتهم وآلامهم وآمالهم..

صوت الغلابة
اختارت أن تكون هي والكاميرا في الشارع.. وأن تصبح صوت الغلابة والمهمشين والمتطلعين إلي بلد أفضل.. أجمل.. أكثر انضباطا.. يحكمه القانون.. وفيما يبدو كانت التجربة ثقيلة على قلوب البعض.. وفيما يبدو جربت عليها ومعها فكرة الحرق بالتصعيد.. وقد كان. فلم تستفد من إعلامية ناجحة مخلصة لا أمام الكاميرا ولا في موقع قيادي استمر طويلا لنحصد ثمرة عطائه!

فلا بقيت مذيعة ولا استمرت رئيسة للقناة الأولى بسبب خبر أذيع بطريق الخطأ كان يستحق التصحيح وليس التصفية!

أمس رحلت ملك إسماعيل.. وما شاهدناه من حزن علي رحيلها يؤكد أن شعبنا أذكى مما نتخيل.. وأنه يعرف من إنحاز له ومن إنحاز لمصالحه.. من مارس الإعلام للناس ومن مارس التمثيل على الناس.. من إنحاز لشعبه ومن إنحاز لأحزاب حاكمة متحكمة كانت ذات يوم في السلطة!

وداعا ملك اسماعيل.. حفرت لاسمها مكانا بارزا في تاريخ الإعلام المصري والعربي.. وكتبت لنفسها سجلا من نور وسطرت بمواقفها تاريخا مجيدا سيبقى طويلا طويلا!
الجريدة الرسمية