رئيس التحرير
عصام كامل

لا.. يا أصحاب الفضيلة!

عندما طلبنا من مشايخنا تصحيح وتجديد الخطاب الدينى لم نكن نطلب منهم أن يتدخلوا في كل شىء يتعلق بإدارة الدولة، كما فهم البعض منهم فأخذوا يبالغون في التعليق على أمور غير دينية تتعلق بتنظيم أمور الدولة والعلاقات داخلها..


لقد اخترنا بوضوح أن نعيش في دولة مدنية، ورفضنا أن تكون دولتنا دينية، وانتفضنا ضد من حاولوا فرض الدولة الدينية علينا.. ولذلك فإن تدخل مشايخنا في أمور مدنية وغير دينية ليس مقبولا..

فما معنى أن يخرج علينا مفتى الدولة المصرية ليتحدث عن الضرائب، وأن قدرها يرتفع إلى درجة العبادة، أي مثل الصوم والصلاة والزكاة، بما يعنى أن المتهرب من دفع الضريبة سوف يعاقب مثلما سيعاقب تارك الصلاة.

يا أصحاب الفضيلة تديين كل شىء يتعلق بأمور دنيوية لا يصح في الدولة المدنية.. دعنا من أن دولتنا تضم مواطنين مسلمين ومواطنين غير مسلمين، ولنركز على أن أمور الدنيا يعيها الخبراء والمختصين وأيضًا السياسيين وليس المشايخ، وإن كان ذلك لا يعنى إننا نحظر على حقهم في الإدلاء بآرائهم مثلهم كبقية المواطنين في أمور الدولة..

مقاومة التطرف الدينى
لكننا نقول إننا لسنا في حاجة إلى تدخلكم الدينى فيما يتعلق بهذه الأمور، وإلا تحولت دولتنا في نهاية المطاف إلى دولة دينية كما كان الإخوان مع السلفيين يريدونها.. وإنما نحن في حاجة لأن تضاعفوا جهودكم معنا في مقاومة التطرّف الدينى الذي لم نحقق إلا القليل في مواجهته، ولذلك مازالت التنظيمات الإرهابية قادرة على إغواء وتجنيد مزيد من شبابنا لتحويلهم إلى وحوش آدمية، تقتل وتخرب وتدمر وتفجر..

نحن لسنا في منافسة مع الإخوان، لنثبت أننا نحترم الدين ونصونه لكى ندخل الدين في كل أمور الدولة.. فقد فعلنا ذلك من قبل ومنحناهم فرص النمو والاتساع لجماعتهم، وبالتالى زيادة خطرهم علينا، حتى مكناهم من الوصول إلى الحكم.. لكننا في صدام معهم، وهذا يقتضى أن نحافظ على مدنية دولتنا الوطنية كما يقر ذلك دستورنا.
الجريدة الرسمية