رئيس التحرير
عصام كامل

في الذكرى الـ 22 على رحيله.. فتحي غانم الأديب الذي لم يفقد ظله

الكاتب فتحى غانم
الكاتب فتحى غانم
عاشق للرواية، دخل الصحافة من باب الأدب، فأصبح كاتبا شديد التميز، يخلط الصحافة بالرواية في كتاباته، فانفرد بأسلوبه حتى أصبح أحد أعمدة الصحافة في مصر منذ نهاية الأربعينات حتى رحيله في مثل هذا اليوم 24 فبراير 1999.


تخرج الأديب الصحفي فتحي غانم من كلية الحقوق وعمل بالنيابة الإدارية ثم إدارة التحقيقات بوزارة المعارف حيث زامل فيها الكتاب عبد الرحمن الشرقاوي واحمد بهاء الدين وكثيرا ما كانا يتناقشوا في الأدب والفكر والفن وذلك عام 1947.

ترك وزارة المعارف للعمل في الصحافة بمجلة "آخر ساعة" ثم انتقل منها إلى مجلة "روز اليوسف" ثم رئيسًا لتحرير مجلة "صباح الخير" خلفًا لأحمد بهاء الدين، ورئيسًا لتحرير "وكالة أنباء الشرق الأوسط" ورئيسًا لمجلس إدارة دار التحرير ورئيس تحرير الجمهورية وأخيرًا رئيسًا لتحرير "روز اليوسف" عام 1973.

ويحكي فتحي غانم كيف دخل الصحافة من باب الأدب فيقول: في نفس الوقت الذي كنت اعمل فيه موظفا كان بهاء الدين مشرفا على مجلة الفصول لصاحبها محمد زكى عبد القادر، ولاحظ بهاء ميولي الأدبية في الكتابة، فطلب مني كتابة شيئا في مجلة الفصول، فكتبت مقالات في النقد والتاريخ.

ثم قابلت إحسان عبد القدوس أثناء ترددي على ندوة كامل الشناوي الأسبوعية وكان رئيسا لقسم الأخبار بالأهرام، فاتفق معي إحسان على الكتابة في روز اليوسف المقالات والنقد الأدبي، ولم أستطع في هذه الفترة ممارسة الفكر الحر في الصحافة لكنى مارسته بكل حرية في رواياتي، وأخيرا أنا لست نادما على ما اخترته كطريق في الأدب والفن والسياسة.

/3533347

وأضاف: في عام 1952 كان هيكل رئيسا لتحرير آخر ساعة وبدأ أصحابها مصطفى وعلى أمين تطوير المجلة فطلبني هيكل بالتليفون وعرض على العمل في آخر ساعة وقال لي مصطفى أمين: قرأت ما ترجمته عن شارلي شابلن في مجلة "القلم " التي يصدرها الشرقاوي وصلاح حافظ وزهدي ويسعدني تكتب معانا.

وتابع، تعلمت حرفية العمل الصحفي في آخر ساعة وكتبت في كل الموضوعات الموضة والعلاج والماكياج والحمل والرضاعة وأحيانا كنت أوقع باسم أخصائية جمال، كان عمرى 23 سنة وعوملت معاملة الكاتب ولم أوضع تحت الاختبار وبدأت أكتب بتوقيع فتحي غانم واكتب في الأدب ومن اهم رواياتي التي كتبتها: الرجل الذى فقد ظله، زينب والعرش، الأفيال، الجبل، تلك الأيام، بنت من شبرا، الغبي، تجربة حب، ست الحسن والجمال، قليل من الحب كثير من العنف وغيرها، وتحول معظمها إلى أفلام سينمائية.

كتب فتحي غانم السيناريو لفيلم "صوت من الماضي" مشاركة مع محمد التابعي، ووصفه نجيب محفوظ انه من اهم الروائيين المصريين المثقفين.

وكانت أولى معاركه الصحفية مع الروائيين إحسان عبد القدوس، ويوسف السباعي، وعبد الحليم عبدالله، حين كتب منشورًا في مجلة آخر ساعة 1954 يتفق مع رشاد رشدي، في رفض الجيل السابق من الروائيين وعدم الاعتراف بهم وغضب السباعي وكتب مقالًا بعنوان (ليز ولين)، وهما راقصتان يهوديتان معروفتان في مصر ويقصد هنا التلميح إلى غانم ورشدي، فرد عليه غانم بمقال بعنوان (التلميذ البليد يكتب في فؤاد الجديد).

أما معركته الثانية فكانت مع الناصريين حين نشر كتابه (بين الدولة والمثقفين)، يعرض فيه تجربته والأحداث التي عاصرها مؤكدًا عظمة عبد الناصر ومساوئ من كانوا حوله وأخطاء المرحلة التاريخية مما أغضب الناصريين ودخلوا معه فى معارك طويلة.
الجريدة الرسمية