رئيس التحرير
عصام كامل

أبرزها السفارة والمخابرات.. كيف يخترق أردوغان المؤسسات الفرنسية؟

أردوغان
أردوغان
سلطت مجلة "لوجورنال دو ديمانش" الضوء علي محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل اختراق فرنسا ونشر أفكاره المسمومة من خلال عددا من الأدوات.

 
وتحت عنوان «كيف يقوم أردوغان باختراق فرنسا ؟!»، تناولت المجلة الفرنسية، تزايد النفوذ التركي في فرنسا.

تقارير استخباراتية

استندت المجلة الأسبوعية إلى تقارير استخباراتية فرنسية تحدثت عن "استراتيجية تسلل حقيقية يعدّ لها في انقره بواسطة قنوات سفارة تركيا ومخابراتها".


وكشفت الصحيفة الفرنسية عن تلقي قصر الرئاسة الفرنسية "الإيليزيه" تقارير أمنية منذ أكتوبر 2020 من جهازي الأمن الخارجي (DGSE) والداخلي (DGSI) التابعين لجهاز المخابرات وكذا المخابرات التابعة للشرطة، قدمت فيها أدلة دامغة عن إشراف أردوغان عبر عملائه وجواسيسه من حزبه الحاكم المقيمين في فرنسا.

650 منظمة

وأوضحت "لوجورنال دو ديمانش" أن "تركيا بسطت نفوذها على الجالية التركية في فرنسا وعدد من الدول الأوروبية من خلال شبكة تضم حوالي 650 منظمة".

السفارة التركية والمجالس البلدية

وتناولت المجلة ايضاً في موضوعها، "تغلغل فرنسيين من أصول تركية في عدد من المجالس البلدية بهدف الدفاع عن مصالح بلدهم الام والتأثير على السياسات المحلية".

وكشفت عن أن المخطط "تتم إدارته من أنقرة" في إشارة واضحة إلى إشراف الرئيس التركي رجب أردوغان على المخطط، وكذا السفارة التركية في باريس وجهاز الاستعلامات التركي المعروف اختصارا باسم "MIT"، ومصلحة التجسس التابعة للمخابرات التركية.

كما أشارت إلى ما أسمته "عوامل التأثير التركية" في عملية تجسسها واختراقها والتي تعمل بشكل أساسي مع المهاجرين الأتراك وبشكل خاص من إخوان ينتمون إلى حزب "العدالة والتنمية" الحاكم الذي يقوده أردوغان.

وكذلك من قبل "المنظمات الإسلامية" التابعة أو الممولة من النظام التركي، مشيرة في السياق إلى "تدخلها مؤخرا في الحياة السياسية المحلية من خلال تقديم الدعم للمسؤولين المنتخبين".

ولفتت المجلة إلي رفض الاتحادات التركية المنتسبة الى مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا تبني ميثاق مبادئ الجمهورية من علمانية، ورفض توظيف الإسلام لأغراض سياسية والمساواة بين الرجل والمرأة.

المدارس

وفي جزء آخر من التحقيق الصحفي لـ"لوجورنال دو ديمانش"، عرجت الصحيفة الفرنسية على تركيز النظام التركي على المدى الطويل في الاستثمار بشكل كبير في "بناء شبكة من المدارس لتعليم الأطفال وفقاً لمبادئ حزب العدالة والتنمية" الإخواني الذي أسسه ويقوده أردوغان.

واعتبرت الصحيفة بأن "تعليم أطفال مزدوجي الجنسية أطروحات إخوانية من دولة أجنبية يشكل تهديدا للدولة الفرنسية"، خصوصاً وأن من يشرف على التدريس من الأتراك الإخوان وجميعه تابعون لحزب "العدالة والتنمية" في إطار نظام "تدريس اللغة وثقافة الأصل" المعروفة اختصارا بـ"Elco"، والذي تشرف عليه مؤسسة "معارف" التركية المشبوهة التي تنشط في أكثر من 60 دولة وتقود "حرب أرودغان الناعمة المشبوهة".

وأشارت المجلة إلى سعي الرئيس الفرنسي لوقف نشاط النظام التعليمي التركي على الأراضي الفرنسية، لا سيما وأن هدفها الحقيقي "تعليم مبني على الخط الإخواني الذي ينادي به حزب العدالة والتنمية" وفق ما ورد في التحقيق الصحفي.

وأوضحت الصحيفة أن مدارس مؤسسة "معارف" التركية تعد "وكرا لنشر الأيديولوجية الإخوانية" لحزب أردوغان، والأخطر أنها "أماكن لجمع المعلومات الاستخباراتية".
الجريدة الرسمية