رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ الشعراوى يكتب: الله أغنى الشركاء عن الشرك

الشيخ متولى الشعراوى
الشيخ متولى الشعراوى
يقول الحق سبحانه وتعالى فى الحديث القدسى: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معى غيرى تركته وشركه" فما معنى هذا الحديث؟ يجيب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول :

يقول الله تعالى فى سورة البقرة (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم).

تلك قصة الحق الأساسية و"إلهكم" يعنى أن المعبود إله واحد.
أما (لا إله إلا هو قضية ثانية، لأن غفلة الناس هى التى جعلت بعضا من نفوس الناس تلتفت الى آلهة أخرى). 
 
نعم الله سبحانه 
والقرآن لا ينفى ويقول "لا إله الا هو إلا حين توجد غفلة تعطى الالوهية لغير الله أو تعطى الالوهية لله وشركاء معه، إن القرآن ينفى ذلك ويقول: لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) ليس هناك شيء غير الله إلا نعمة منه سبحانه أو منعم عليه.

إن ما دون الله إما نعمة وإما منعم عليه بالنعمة وهذه كلها نفح الرحمن ونفح الرحيم وما دام كل شيء ما عدا الله إما نعمة وإما منعم عليه فلا توصف النعمة بأنها إله ولا يقال فى المنعم عليه إنه إله.

تعب الأغبياء 
إنك حين تعتقد أن لله شركاء تكون قد أتعبت نفسك تعب الأغبياء وتكون قد ظلمت نفسك ظلما عظيما واقرأ قوله تعالى (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون) الزمر.

فعبد مملوك لعشرة اسياد وياليت العشرة اسياد متفقون، بل هذا يقول له اذهب، وهذا يقول له تعالى ، فالعبد المملوك لشركاء تعيس لأن الشركاء غير متفقين، إنهم شركاء متشاكسون.

 فكأن الله يريد أن يوضح لنا الفرق بين الخاضع لأمر سيد واحد وبين الخاضع لسادة كثيرين بينهم نزاع وشقاق ، فالآخر منهما يكون مشتتا  موزع النفس .كذلك الذين كفروا وأشركوا مع الله آلهة أخرى تصاب ملكاتهم بالاضطراب. 

حصن الأمان 
والله غنى عن أن يشرك به أحد آخر وهكذا يكون المشرك بلا رصيد إيمانى ويحيا فى كد وتعب، وأصل القضية الإيمانية أن الله سبحانه وتعالى يريد منكم أن تعترفوا بأنه الإله الواحد الذى لا شريك له وحين تعترف بذلك فأنت تدخل حصن الأمان.

الجريدة الرسمية