رئيس التحرير
عصام كامل

مصر وإخوان الدول العربية!

تستطيع مصر أن ترفض عودة جماعة الإخوان لممارسة نشاطها داخلها بعد اعتبارها جماعة إرهابية وحظرها، وأن تمنع عودة الإخوان وإعادة  إدماجهم فى العملية السياسية كما كان حادثا قبل يونيو عام ٢٠١٣.. فهذا حقنا، خاصة وأن قرار طرد الإخوان من الحكم كان قرارا شعبيا تبناه الجيش.. غير أن الإخوان موجودون فى عدد من الدول العربية الأخرى ويشاركون فى الحكم فيها، مثلما هو حادث فى تونس والأردن والمغرب..


بل ويملكون ميليشيات مسلحة كما هو الحال فى ليبيا.. وقد اضطرت القوى المدنية الليبية للتفاوض والتعامل مع إخوان ليبيا لصياغة شكل وترتيبات المرحلة الانتقالية المقبلة التى سوف تسبق إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية الليبية.

ولأن مصر تنتهج سياسة عدم التدخل فى شئون الآخرين ومن بينهم الأشقاء العرب فإنها تدفع فى اتجاه تحقيق الاستقرار فى ليبيا ولا تعترض على المفاوضات الجارية فيها للاتفاق على اختيارالقيادة التى ستتولى إدارة المرحلة الانتقالية الليبية، والتى سوف يشارك فيها الإخوان الليبيون بالطبع.. بل إن مصر تستضيف فرقاء ليبيين للتوصل لاتفاق بخصوص الدستور الليبى الجديد.

ومع ذلك فإن مصر تتابع عن كثب كل التطورات التى تحدث فى الجوار الليبى وأيضاً ما يقوم به الإخوان فى هذه الدول العربية الأخرى التى لم تحظر نشاط الجماعة ولم تعتبرها منطمة إرهابية كما فعلت دول فى الخليج (السعودية والإمارات، والبحرين) لتحمى أمنها القومى الذى يعد  الإخوان خطرا عليه.. أى إننا لا نتدخل فى الشئون الداخلية لغيرنا ولكننا نملك عيونا مفتوحة لحماية أنفسنا من شر جماعة ابتلينا بها وأفرخت لنا تنظيمات عنف وإرهاب عديدة.
        
الجريدة الرسمية