رئيس التحرير
عصام كامل

"رجل المستحيل" و"العراب" على الشيزلونج

نبيل فاروق وأحمد
نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق
نبيل فاروق وخالد توفيق على الشيزلونج.. رجل المستحيل هاديء ذو عقل مخابراتي والعراب كلاسيكي ثوري

كشف الدكتور وائل يوسف أستاذ علم النفس بأكاديمية الفنون، عن الوجه الآخر والجوانب النفسية لشخصية الراحلين رجل المستحيل نبيل فاروق والعراب أحمد خالد توفيق .. فمثلما يشتركان سويا في الإبداع أيضا يشتركان في عدد من تركيبات الشخصية.


وأوضح يوسف أن نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق كاتبان ذات ثقل أثرا فى نفوس جيل كامل، وشكلا ملامح تفكيره ، مشيرا إلى أنهما يشتركان معا فى كثير من الأشياء بخلاف الخط الدرامى فى الأدب ، فهما الاثنان من مدينة طنطا ، تخرجا فى كلية الطب ، كانا يحبان الرسم ،  يعشقان الخيال، والصدفة جمعت اكتشاف موهبتهما من قبل معلماتهما فى المرحلة الابتدائية ، ولكن هناك فارق نسبى فى طريقة تفكير وتنظيم كلاهما .

نبيل فاروق .. هادئ ذو عقل مخابراتي
وأكد أستاذ علم النفس بأكاديمية الفنون، أن سمات شخصية الدكتور نبيل فاروق تتمتع بذكاء حاد وعقلية منظمة جدا صعب توقعها ، وأفكاره متلاحقة ومتناسقة وهذا واضح فى قصصه التى كتبها. 

وقال: لا نستطع توقع خط تفكيره وهذه من سمات الرجل المخابراتى الذى يعيش دائما فى حل أو صنع لغز معين وهذا منعكس فى كل أعماله المؤلفه ، مضيفا أنه شخص هادئ جدا وتعبيرات وجهه سطحية لا تعبر عن حالته النفسية أو فيما يفكر، فابتسامته رصينة ، وتفكيره متشابك يجمع بين الخيال والواقع ويتميز بالذكاء فى كتاباته .

وأشار إلى أن رجل المستحيل ، كان لديه وسواس قهرى ، ويظهر ذلك من طريقته المنظمة فى ترتيب الأشياء ، فكان يكتب على ورق مسطر فلوسكاب مقطع بطريقة معينة وهو من يقوم بتقطيعه ويكتب بقلم حبر أسود على وجه واحد ، أيضا اعترافه بأنه لا يندم على أى قرار يأخذه فى أحد لقاءاته التليفزيونية ، دليلا على أنه يتمتع بشخصية قوية  منظمة فى التفكير غير متوقعه وفقا لحديثه " لا أحد يتوقعنى " ، مضيفا أنه تأثر بدراسة الطب فى منهجه وطريقة تفكيره التى أضاف لها الخيال العلمي وفلسفته الخاصة .  

احمد خالد توفيق .. حالم كلاسيكي ثورى غير صدامي
وأشار أستاذ علم النفس بأكاديمية الفنون ، إلى أن شخصية العراب أحمد خالد توفيق متشابكة ومركبة، تجمع بين متناقضات الابتكار والإبداع الخارجى والنمطية الكلاسيكية الظاهرية والتمرد والثورية الداخلية ، فهو شخص هادئ لطيف مجامل ، يتسم بالاتزان والهدوء فى الكلام غير صدامى ، ولكن بداخله بركان غضب وعصبية وقلق وتوتر عصبية ، وهنا يشبه الأديب الكبير نجيب محفوظ .

وقال: فى نفس الوقت لدى أحمد خالد توفيق نمط من أنماط شخصية الموظف الحكومي ، يبدأ يومه فى الصباح أستاذ فى الجامعة مثلما كان يبدأ نجيب محفوظ عمله فى الجورنال وبعد الظهر يذهب إلى العيادة ونجيب يذهب للقهوة وفى منتصف الليل يبدأ ميعاد كتابة أحمد خالد توفيق ، فهو كان يسير فى سيستم مثل نجيب محفوظ ، ووفقا لما قاله فى أحاديث كثيرة " يوميا لازم يكون عندى خلوة مع اللاب بتاعى " مثلما قال نجيب محفوظ خلوة مع القلم .

وأوضح يوسف ، أن العراب كان شخصا حالما رومانسيا لطيفا ثوريا سريع الغضب لديه فلسفته الخاصة ، فكان مؤمن بالكينونة والتى وصفها بأنها شيطان مجهول ، كان يملك قدرة فائقة على إعادة صياغة الواقع المعاش بطريقة ثورية تحت غطاء نمطى استطاع من خلاله أن يصل للشباب ، مضيفا أن العراب كان لديه تخوفات منها الخوف من الشيخوخة والخوف من المستقبل و لقاء الجمهور ، أيضا كان بداخله صراع بين كينونته الكلاسيكية وكينونته الثانية التى يغوص فيها بعد الساعة 12 منتصف الليل لتبدأ رحلته مع الكتابة والأفكار .

وأكد أن أحمد خالد توفيق ، كان مبتسما ومتفائلا طول الوقت ، ولكنه كان يعانى من هاجس القلق الداخلي واشتهاء التوتر ، فهو شخصية متشابكة وعقلانية ، بداخلة شاب متمرد على كل شيء تمرد شيطانى ، لديه فلسفة كبرى يجمع بينها ويبن كل ذلك فى أعماله التى تبدو نمطية للبعض ولكنها تحمل بين طياتها عمق كبير جدا وهذا ينم على شخصية إبداعية بامتياز.
الجريدة الرسمية