رئيس التحرير
عصام كامل

سر حماس ترامب للتطبيع!

كان مفهوما سبب حماس الرئيس الأمريكى ترامب لتطبيع العلاقات بين الدول العربية، خاصة الخليجية، وإسرائيل قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. فهو كان يثق أنه سوف يفوز بهذه الانتخابات وسوف يبقى فى البيت الأبيض لأربعة سنوات مقبلة، ولذلك كان يعيد صياغة المنطقة بما يتناسب مع ما يراه يحقق مصلحة الولايات المتحدة وحليفتها الأولى فيها وهى إسرائيل..


لذلك تعجل ترامب الإعلان عن تطبيع العلاقات بين كل من الإمارات والبحرين مع إسرائيل، وساوم السودان على رفع اسمها من قوائم الاٍرهاب مقابل تطبيع علاقاتها مع إسرائيل هى الأخرى.. لكن حتى بعد أن خسر ترامب الانتخابات الرئاسية وبدأ معاونوه فى عملية تسليم السلطة للرئيس المنتخب بايدن استمر ترامب ومستشاره كوشنر وبإلحاح من أجل دفع دول عربية جديدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل..

أمريكا والمصالحة الخليجية!

وقد أثمرت هذه الجهود الأمريكية فى دفع المغرب لتطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل الاعتراف الأمريكى بأن الصحراء الغربية المتنازع عليها مغربيا  مع الجزائر هى أراض مغربية.. وأعلن البيت الأبيض أن الجهود مستمرة لإقناع دول عربية أخرى بأن تحذو حذو الدول الأربع التى أعلنت تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.. فماذا وراء هذا الحماس الذى يبديه ترامب تجاه مسألة تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل؟

الأغلب أن ترامب يتصرف وكأنه لن يغادر البيت الأبيض لفترة طويلة، وأنه سوف يعود إليه قريبا ليستأنف عمله كرئيس للولايات المتحدة من مهامه الأساسية إعادة صياغة خارطة العالم السياسية والعلاقات بين دوله.. وحتى إن طالت فترة غيابه عن البيت الأبيض لأربعة سنوات فإنه سيعود فى الانتخابات المقبلة التى ستجرى عام ٢٠٢٤ وسوف يعود إليه لينفذ ما يريده أمريكيا وعالميا.. ولذلك فإن كل ما يفعله ترامب الآن فى الأيام القليلة المقبلة يستهدف عرقلة مسيرة الرئيس المنتخب بايدن عندما يتسلم الحكم ويبدأ فى ممارسة مهام منصبه.
الجريدة الرسمية