رئيس التحرير
عصام كامل

خطوة أولى فى مكافحة الفقر

لأول مرة يتجه معدل الفقر للانخفاض منذ عقدين.. هذا ما أعلنته وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد وهى تستعرض نتائج بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك الذى يشرف على إعداده كل عامين جهاز التعبئة والإحصاء ويقوم به عدد من الخبراء الاقتصاديين.. حيث انخفضت نسبة من يعيشون تحت خط الفقر فى البلاد من 32,5 فى المائة عام ٢٠١٧/ ٢٠١٨ الى  29,7 فى المائة  عام ٢.١٩/ ٢٠٢٠ ..


وما أعلنته وزيرة التخطيط صحيح تماما ، فإن معدل الفقر فى البلاد فى تزايد مستمر منذ عام ١٩٩٩/ ٢٠٠٠ وحتى عام  ٢٠١٧ /٢٠١٨ طبقا لما رصده جهاز التعبئة والإحصاء.. حيث ارتفعت نسبة من يعيشون تحت خط الفقر من 16,7 فى المائة عام ٩٩ إلى19,6 فى المائة عام ٢٠٠٤ ، ثم الى 21,6 فى المائة عام ٢٠٠٨ ، وقفزت إلى25,2 فى المائة عام ٢٠١٠ ثم الى 26,3 فى المائة عام ٢٠١٢ ، وواصلت النسبة الارتفاع فى عام ٢٠١٥ لتصل الى 27,8 فى المائة ، وقفزت النسبة مجددا فى عام ٢٠١٨ لتصل الى32,5 فى المائة.. غير أن هذه النسبة لأول مرة تبدأ فى الانخفاض هذا العام المالى ووصلت الى 29,7 فى المائة.

قليل من التفاؤل !

ولا شك أن هذه هى خطوتنا الأولى لاستهداف الفقر وإنقاذ الفقراء فى بلادنا والتى يجب أن يتلوها الكثير من الخطوات والتى يتعين أن تكون فى إطار خطة لاستهداف الفقر تترجم إلى برامج زمنية نحاسب أنفسنا على مدى ما ننجزه منها.. لقد بدأت نسبة من يعيشون تحت خط الفقر تنخفض منذ عقدين من الزمان، والأن نحن مطالبون بإستمرار هذا الانخفاض فى هذه النسبة..

لقد وضعنا لأنفسنا هدفا قبل اجتياح وباء كورونا العالم يقضى التخلص من الفقر المدقع (الذى لا تتوفر لأصحابه الدخول الكافية لتوفير ما يحتاجونه من الطعام) مع بداية العقد الجديد.. والآن يتعين أن نحدد لأنفسنا هدفا بتخفيض معدل الفقر إلى النصف فى غضون العقد المقبل، وذلك ليكون معدل الفقر لدينا عام ٢٠٣٠ أقل لأول مرة من معدله عام ٢٠٠٠.. وخلال هذا العقد أيضا يتعين علينا أن نتخلص كذلك من الفقر المدقع..
الجريدة الرسمية