رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة إلى وزير الأوقاف

لا ينكر فضل وقدر ومكانة أسيادنا أهل بيت النبوة الأطهار إلا جاحد وحاقد وأعمى بصر وبصيرة، فقد خصهم الحق سبحانه وتعالى بالذكر والتكريم والثناء والفضل في قرآنه الكريم وخصهم بالرحمة الإلهية، حيث قال عز وجل" (رَحْمة اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) . وخصهم سبحانه بالطهر والتطهير حيث قال تعالي: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) .


وجعل سبحانه مودتهم فرضا على جميع المسلمين وفتح سبحانه وتعالى من خلالها بابا من أبواب الفضل والكرم والجود الإلهي للأمة، ومعلوم أن المودة تأتي على أثر المحبة . يقول تعالى (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) .
احذروا أدعياء الولاية والمشيخة
هذا وقد جعل سبحانه وجودهم في الأرض رحمة وحفظا وبركة فهم كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله: (أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء). وهم سفينة النجاة فمن ركبها فقد نجا ومن تخلف عنها غرق.. وبهم وبسرهم الله تعالى حافظ لمصر وحاميها بسر بركاتهم، ولعل ما حدث يوم أن قدم سيدنا إسحاق المؤتمن زوج سيدتنا السيدة نفيسة رضي الله عنها يوم أن توفاها الله تعالى وقدم من المدينة لأخذ الجسد الطاهر إلى البقيع..

وألح عليه أهل مصر ومحبوها أن يتركها لهم في مصر، وجمعوا له أموالا كثيرة ولكنه أصر على الرحيل بها في صباح اليوم التالي رأى جده رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله يقول له: يا إسحاق اترك نفيسة لأهل مصر فإن لهم فيها خير وبركة . فلما استيقظ من نومه زف البشرى للمصريين وأخبرهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله له واستجابته له.. لعل ذلك أكبر دليل على أن أسيادنا أهل البيت رضي الله عنهم أجمعين مصدر للرحمة والبركة للناس عامة ولأهل مصر خاصة.

هذا وقدر حضراتهم وفضلهم لا تحيط به العقول.. من هنا ولأجل ذلك أرسل هذه الرسالة إلى وزير الأوقاف ورئيس الوزراء الذي أصدر قرارا بغلق المساجد وإيقاف الاحتفالات بموالد أهل البيت وقاية من مرض ووباء كورونا اللعين حفاظا على أرواح الناس، ثم صدر الأمر بفتح المساجد مع الاستمرار في غلق المقامات وإيقاف الاحتفالات بالموالد، في الوقت الذي فتحت فيه الأسواق في العتبة و الموسكي والأزهر والمتكدسة بالبشر، وفتحت النوادي والمقاهي والكافيهات والحدائق المزدحمة بالناس وعادت الحياة إلى طبيعتها والازدحام في كل مكان دون التزام بأسباب الحفظ والوقاية..
بين التصوف والتسوف
إلا أن أضرحة ومقامات أسيادنا أهل البيت رضي الله عنهم وعليهم الصلاة والسلام مغلقة بأمر الوزير والاحتفالات ممنوعة.. فكيف يا وزير الأوقاف يستمر قرار إغلاق المقامات الشريفة وهي أبواب ومصدر الرحمة والحفظ والبركة لأهل مصر.

نعلم أنك حريص على صحة المواطنين ولكن إرضاء الله أوجب وأولى وأحق.  وغاب عنك مدى محبة المصريين وتعلقهم بأهل البيت. سيادة وزير الأوقاف أما آن الأوان ان تصدر قرار بفتح المقامات وزيارتها وإعادة الاحتفالات بذكرى الموالد مع الالتزام بأسباب الحفظ والوقاية أخذا بالأسباب..

هذا وأنت وكلنا نعلم أن الآجال مقدرة أزلا (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) حتى لو أخذنا بكل أسباب الحفظ والوقاية.. سيادة الوزير كم أشدت بك عند توليك للوزارة في كتاباتى فأرجوا أن تأخذ بنصيحتي الخالصة لوجه الله تعالى.. وأن تصدر قرارا بفتح المقامات والزيارة مع الأخذ بأسباب الحفظ والوقاية. وكسب محبة المصريين.
الجريدة الرسمية