رئيس التحرير
عصام كامل

احتفوا أكثر بسيدة القطار

عندما نعرف بأمر جريمةَ تحرش بفتاة أو مجموعة فتيات ننطلق فى الكلام حول الفساد الأخلاقى الذى أصاب المجتمع والتحرش الذى صار سمة لمجتمعنا.. وعندما نعرف بأمر جربمة عقوق ابن أو ابنة والتعامل مع الآباء والأمهات بشكل سيء ننطلق أيضا فى الكلام عن منظومة القيم الاجتماعية التى اختلت والأسرة المصرية التى ضاعت..


وعندما نعرف بوقائع استعلاء اجتماعى صارخة ننطلق كذلك فى الكلام عن الخلل الذى أصاب مجتمعنا والسلام المجتمعى الذى ضاع والخطر الفادح الذى يتهدد هذا المجتمع.. أما عندما نعرف بأمر نماذج طيبة للسلوك المجتمعى فإننا نجد من يستكثر الحديث باستفاضة عنها ويستنكر أن نتحدث كثيرا عن هذه النماذج والاحتفاظ بها!
سؤال للحكومة !
والمثير أن بين هؤلاء الذين يَرَوْن إن ثمة مبالغة فى الحديث عن مثل هذه النماذج والتى كان أحدثها نموذج سلوك سيدة القطار من يتبنون الترويج للقيم الجيدة والطيبة فى المجتمع ويدعون لإصلاح الخلل الذى أصاب منظومة القيم الاجتماعية، رغم إن نشر القيم الإيجابية فى أى مجتمع يتم عبر الإعلان البارز عن نماذج السلوك الطيب والجيد، والإشادة بهذه النماذج لحث الآخرين على محاكتهم.. وهذا واجب يجب ألا يتنصل منه اعلامنا وصحافتنا، وألا ينساه الصحفيون والإعلاميون حتى ولو كان الخبر بالنسبة لهم هو عض إنسان لكلب!

إن الترويج للقيم الإيجابية.. قيم الحق والخير والجمال والتسامح وإحترام الآخر والعيش المشترك لا يقتصر فقط على حث الناس على إتباع هذه القيم فى سلوكهم وتصرفاتهم، وإنما يحتاج أيضا الترويج والإشادة بالنماذج الطيبة التى تتمسك بهذه القيم فى سلوكها وتصرفاتها.. ولا ترويج وإشادة مجتمعية لهذه النماذج إلا بواسطة الإعلام والصحافة. لذلك إن الاحتفاء بسيدة القطار اعلاميا وصحفيا هو ترويج للقيم الطيبة فى المجتمع.   
الجريدة الرسمية