رئيس التحرير
عصام كامل

قبل القمة 120

يمكن اعتبار وسائل التواصل الاجتماعي من أدوات التمكين التي ساعدت المواطن في التعبير عن رأيه، ونشر إبداعاته وأفكاره الريادية، والتواصل مع الشخصيات العامة والمسؤولين، بجانب كونها الوسيلة الأهم لإطلاق الحملات الشعبية الهادفة لتنبيه متخذ القرار بغرض إصلاح خطأ أو تحقيق العدالة في قضية ما.


وبقدر مزايا هذه المواقع وقدراتها الفائقة على خدمة المجتمع مما ساعد بعض الجهات وقادتها في قراءة مشاعر الجمهور، ورصد الأخطاء، والعمل على معالجتها قبل تفاقم الأزمات إلا أن هناك مخاطر لهذه المواقع لانزال نعاني الكثير بسببها وتحتاج إلى المزيد من الجهد في التنظيم حتى نصل إلى مرحلة النضج في استخدام المواقع الاجتماعية بالشكل الذي يجعلها في خدمة المجتمع بدلًا من هدمه.

العريان ومبارك.. الصدف التاريخية
تذكرت كل هذا قبل ساعات من انطلاق مباراة القمة بين الأهلي والزمالك حيث أتوقع أن تغرق المواقع الاجتماعية في نوبات من السخرية والمكايدات الرياضية و"الكوميكس" بين مشجعي الفريقين.. ورغم أن المنافسة جزء من متعة كرة القدم إلا أن الحس التنافسي المعتاد قد انتقل إلى مرحلة أخطر عبر وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات القليلة الماضية نتيجة تغذيته بسلوكيات غير منضبطة من البعض -داخل وخارج مصر- دأبوا على إشعال الفتن وافتعال الأزمات الرياضية كما تحولت بعض البرامج، والأقلام الرياضية، والتصريحات إلى وسائل لتمهيد ساحات القتال بين الجماهير.

اختراق جديد للمنصات الاجتماعية
استفاد صُناع الفتن الرياضية من تراجع القيود المحددة لإطار عمل وسائل التواصل الاجتماعي فأجادوا استخدامها حتى أصبحت بيئة حاضنة للفتن الرياضية ومنصة صانعة لقطاعات من الجمهور باتت لا تترفع عن المشاركة في إثارة الكراهية والطعن في الأعراض بعد أن فقد البعض قدرته على احترام آداب المنافسة.


على الدولة أن تتدخل بحزم لتمنع مثيرو الفتن الرياضية وتحافظ على تقاليد وأصول المنافسة حتى لا تتحول المكايدة الرياضية المعتادة إلى تهديد للسلم الاجتماعي.

الجريدة الرسمية