رئيس التحرير
عصام كامل

كل ما تريد معرفته عن "جدار برلين" في ذكرى انطلاق بنائه

ما تبقى من جدار برلين
ما تبقى من جدار برلين

تحل اليوم الخميس 13 أغسطس الجاري، ذكرى شروع حكومة ألمانيا الشرقية والمدعومة من الاتحاد السوفيتي السابق، في بناء ماعرف بـ "جدار برلين"، والذي دعم التقسيم بين الألمانيتين، حيث بدأ ذلك البناء في مثل هذا اليوم من عام 1961.

 


وتبدأ القصة والأسباب مع نتائج الحرب العالمية الثانية، والتي انتهت في فبراير من عام 1945م، وخروج ألمانيا مهزومة من الحرب بالإضافة إلى خسائر بشرية وقتلى بمئات الآلاف، وتدمير لمعظم البنية التحتية في البلاد. 

 



وعلى إثر هزيمتها، وانتصار دول الحلفاء، وهي: بريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتي وأمريكا، تعقد في نفس العام 1945 اتفاقية يالطة والتي نصت على تقسيم ألمانيا إلى 4 مناطق توزع على دول الحلفاء الأربعة.

 




وبالفعل قسمت ألمانيا إلى جزء شرقي يسيطر عليه الاتحاد السوفيتي ويتحكم به، وجزء غربي تقاسمته كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، كما قسمت العاصمة برلين إلى جزئين أيضا إلى شرقي وغربي تحت إدارة المنتصرون في الحرب. 

 


وفي عام 1949 وبعد قيام جمهورية ألمانيا الاتحادية "ألمانيا الغربية" في المناطق المحتلة من قبل الولايات الأمريكية المتحدة، والمملكة المتحدة وفرنسا، وقيام جمهورية ألمانيا الديمقراطية "ألمانيا الشرقية" بعد ذلك في المنطقة المحتلة من قبل السوفييت، بدأ العمل على قدم وساق على حدود كلا البلدين لتأمينها، وبقيام كيانين دَعم التقسيم السياسي لألمانيا، وبين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، وضع بشكل أولي شرطة وحرس الحدود.

 


ومع مرور الوقت التقسيم لم يكن مجرد حدود فقط، بل اتسع ليصل إلى تباين مستوى المعيشة وحالة السكان بين الألمانيتين، حيث نجحت ألمانيا الغربية في تحقيق نمو اقتصادي ملحوظ وذلك بمساعدة الدول الغربية المسيطرة عليها.

 

وعلى النقيض أصبح حال الألمان في الجانب الشرقي سيئا، حيث لم يهتم بها الاتحاد السوفيتي أو يحاول تطوير مستوى معيشة قاطنيها، وسط تدهور في الاقتصاد ومستوى الحريات، فبدأ الألمان الشرقيون يهربون في هجرات منظمة إلى ألمانيا الغربية الغنية، لتفقد ألمانيا الشرقية الكثير من سكانها والقوى العاملة بها. 

 


وكانت تلك الهجرات تتم من خلال مدينة برلين والتي كانت القيود بها ضعيفة مقارنة ببقية حدود الدولتين، حيث أن تلك الحدود كانت تمر بين الأحياء السكنية والبيوت، مما سهل عملية الهرب. 

 


ليسجل بين عامي 1949 إلى 1961 هروب قرابة 3 ملايين ألماني، من جمهورية ألمانيا الاشتراكية التابعة للاتحاد السوفيتي، إلى ألمانيا الاتحادية الغنية. 

 


ولم تجد حكومة الاتحاد السوفيتي حلولا لتلك الهجرة سوى بناء جدار يعزل بين لندن الشرقية ولندن الغربية لمنع هرب مواطني الأجزاء التي يسيطر عليها، وخرجت بدعوى أنها ستقيم الجدار ليكون حماية من "الفاشية الغربية" على حد وصفهم. 

 



 

 


وفي مثل هذا اليوم 13 أغسطس من عام 1961 أمرت حكومة ألمانيا الشرقية "السوفيتية" ببدء العمل في بناء جدار برلين وذلك بطول 155 كم، 43 كم قطعت برلين من الشمال إلى الجنوب، بينما عزلت 122 كم برلين الغربية عن باقي أراضي ألمانيا الشرقية.

 


بنيت معظم أجزاء الجدار من الإسمنت المسلح، بارتفاع يفوق الـ3 أمتار، مع تحصينات وبمراكز مراقبة وأسلاك شائكة والإضاءة القوية، لمنع محاولات التسلل، حيث كانت أشهر نقاط المراقبة الأمنية على طول السور هي "نقطة شارلي".

 


وصفت حكومة ألمانيا الغربية الجدار بأنه "جدار العار" وهو مصطلح يشير إلى تقييد الجدار لحرية الانتقال، وأصبح يرمز ماديًا إلى "الستار الحديدي" الذي يفصل أوروبا الغربية عن الكتلة الشرقية أثناء أحداث الحرب الباردة، والتي كانت بين الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والكتلة الشرقية السوفيتية. 

 

 


ظل الجدار قائما طوال 28 عاما، وفي 9 نوفمبر من عام 1989، قال جونتر شابوفسكي سكرتير اللجنة المركزية لخلية وسائل الإعلام، وعضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الألماني، أن قيود التنقل بين الألمانيتين قد رفعت، وذلك عن طريق الخطأ في أحد اللقاءات الإعلامية.

 



ليخرج في وقتها المواطنون بألمانيا الشرقية بأعداد كبيرة إلى نقاط العبور في الجدار؛ مما تسبب في فوضى عارمة أمام تلك النقاط ، ومنذ 1989 يحتفل الألمان في 9 نوفمبر من كل عام بيوم سقوط ونهاية جدار برلين.

الجريدة الرسمية