رئيس التحرير
عصام كامل

ما الفرق بين "مكة" و "بكة" ومتى فرض الحج؟

حج - ارشيفية
حج - ارشيفية

هل يوجد فرق بين لفظي مكة وبكة اللذين ورد ذكرهما في القرآن الكريم؟ وما هي السنة التي فرض فيها الحج إلى بيت الله الحرام؟

يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ عطية صقر الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف في الجزء الرابع -العبادات- من موسوعة "أحسن الكلام في الفتاوى والأحكام"، فيقول:

الحج في جزيرة العرب عادة قديمة ترجع إلى عهد بناء البيت الحرام الذى جعله الله أول بيت وضع للناس، الذي رفع قواعده أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وأمره الله أن يسكن أسرته الصغيرة عنده، وأن يؤذن في الناس بالحج استجابة لدعاء ربه أن يجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم ويرزق أهله من الثمرات، وبهذا أصبح الحج شريعة متبعة وموسما حرص العرب عليه ليشهدوا منافع لهم.

 

حكم الشرع في حج الزوجة بدون رضا زوجها


وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشهد الموسم كعادة العرب، وكان قلة من المسلمين تمارس الحج كميراث قديم ولم يكن فرض عليهم، كما فرضت الصلاة فى مكة حتى هاجروا إلى المدينة، وكانت الحروب هي التي حالت دون زيارتهم للبيت الحرام..

 

وقال بعض المؤرخين للتشريع : إن الحج الذى فرض بقوله تعالى "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا" (آل عمران: 97) كان في السنة السادسة للهجرة، وعلى أثره قام النبي صلى الله عليه وسلم وجماعة معه بالسفر إلى مكة لأداء العمرة، فصدهم المشركون وكان صلح الحديبية، وقضى الرسول صلى الله عليه وسلم هذه العمرة في السنة التالية.


وقال جماعة : إن الحج لم يفرض إلا بعد السنة الثامنة حيث فتحت مكة وآمن الطريق الذي لم يكن آمنا قبل ذلك، وإنما كان فرضه في السنة التاسعة حيث أوفد النبي صلى الله عليه وسلم بعثة الحج على رأسها أبو بكر الصديق رضى الله عنه، ليؤذن في الناس يوم النحر ألا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.

 

 حكم الشرع فى حج المعتدة لوفاة زوجها

 

وكانت هذه البعثة تمهيدا لحجة النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع في السنة العاشرة، وهي الحجة الوحيدة التي حجها كما رواه مسلم وفيها نزلت أية " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" (المائدة:3) وأشهد الناس على إنه بلغ الرسالة، وأمرهم أن يبلغوها للعالم كله.

أما عن الفرق بين لفظي مكة وبكة فيقول القرطبي: بكة موضع البيت، ومكة سائر البلد، كما قال مالك ابن أنس -وقال محمد بن شهاب: بكة المسجد ومكة الحرم كله تدخل فيه البيوت، و قال مجاهد: بكة هي مكة فالميم على هذا مبدلة من الباء، كما قالوا: طين لازب ولازم، وبكة مشتقة من البك وهو الازدحام.

 

حكم الشرع في انشغال الذهن أثناء الصلاة 


وذلك لازدحام الناس في موضع طوافهم، والبك هو دق العنق، وسميت بذلك لأنها كانت تدق رقاب الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم، وقال عبد الله بن الزبير : لم يقصدها جبار قط بسوء إلا وقصمه الله عز وجل.


أما مكة فقيل سميت بذلك لقلة مائها، وقيل: لأنها تمك المخ من العظم مما ينال قاصدها من المشقة، وقيل: لأنها من ظلم فيها، أي تهلكه وتنقصه، وقيل غير ذلك.

الجريدة الرسمية