رئيس التحرير
عصام كامل

أبشع التصرفات في التعامل مع أزمة كورونا.. هروب مصابين من العزل.. خطف جثث المتوفين.. وأستاذ علم اجتماع: جهل وتدين سطحي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

رغم أن فيروس كورونا وباء عالمي لا يفرق بين غني وفقير أو بين مشهور ومغمور إلا أن بعض المصريين المصابين به مازالوا يسيئون التعامل معه، مما ينذر بكوارث كثيرة الفترة القادمة.

 

خطف جثث

خطف جثث المتوفين بكورونا كانت أبشع تلك التصرفات، فقد اقتحمت أسرة سيدة متوفاة أحد المستشفيات بفاقوس في الشرقية وقاموا بخطف جثمان السيدة دون اتباع الإجراءات الطبية والاحترازية.

 

الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية أكد خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “التاسعة” الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي على التليفزيون المصري أن الجثمان يعود لسيدة عمرها 73 عاما وتوفيت إثر إصابتها بفيروس كورونا، لافتا إلى أن أسرة السيدة المتوفاة تعجلوا في دفنها عقب معرفتهم بوفاتها وقاموا بأخذ جثمانها في سيارة ربع نقل.

 

وأشار إلى أن السيدة توفيت في تمام الساعة الواحدة ظهرا بمستشفى حميات فاقوس وعقب وفاتها كان الطب الوقائي يقوم بالإجراءات الاحترازية الخاصة بدفن موتي كورونا إلا أن أسرتها تعجلوا في دفنها.

 

وأوضح أنه بعد تجهيز السيدة ووضعها في الكيس من قبل الطب الوقائي تأخرت سيارة الإسعاف التي ستنقلها الأمر الذي جعل ذويها يتعجلون وأخذوا الجثمان قبل وضعه في الكيس.

 

وأكد أنه تم التواصل مع أسرة المتوفاة واسترجاع الجثمان قبل الدفن وتنفيذ كافة الإجراءات الاحترازية، لافتا إلى أن أسرة السيدة المتوفاة أدركوا خطورة الأمر وتفهموا إجراءات وزارة الصحة.

 

الهروب من المستشفى

وحاول مريض مصاب بكورونا الهروب من مستشفى منشية البكرى، بوضع سلم عند شرفة غرفته والنزول من خلاله، وظهر المريض فى فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يسجد شكرا على هروبه من المستشفى .

 

ومن جانبها قالت الدكتورة أماني عاطف مدير مستشفى منشية البكرى: كانت هناك محاولة لهروب مريض وتم إعادته للمستشفى مرة أخرى ويخضع للعلاج، وتابعت: تم احتواء الأزمة . 

 

وفي المنوفية أيضا، قال الدكتور حسين محمد مدير مستشفى حميات ميت خلف بشبين الكوم إن هناك سيدة مصابة بكورونا تبلغ من العمر 75 عامًا، هربت من المستشفى بعد علمها بإصابتها بالفيروس القاتل.

 

وأضاف أنه على الفور قام بإبلاغ الشرطة والتي عثرت عليها بمحيط المستشفى وإعادتها من جديد، مؤكدًا أنه جرى تعقيم الأماكن التي ترددت عليها بمحيط المستشفى وتفريغ الكاميرات المحيطة بالمستشفى وجرى التأكد بأنها لم تتعامل مع أي شخص في الخارج.

 

إخفاء الإصابة

ويعتبر الكثير إصابة أحد أفراد أسرتهم بكورونا وصمة عار فيخفون الأمر عن الناس، حتى إذا وارى الثرى، ذاع نبأ إصابته، وقد أصيب من أصيب فيمن خالطه قبل الموت وبعد الغسل والدفن.  

 

الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي، أرجع إخفاء البعض إصابتهم بفيروس كورونا، إلى عدة أسباب منها ما وصفه بـ"الجهل"، وآخر وصفه بـ"التدين السطحي"، إلى جانب الفقر والخوف على لقمة العيش.

 

التفسير الاجتماعي

وعن سوء تعامل المصريين مع فيروس كورونا يقول "صادق": الثقافة الدينية السطحية السبب، موضحا أن البعض يمشي بمبدأ "سيبها على الله، المكتوب على الجبين هتشوفه العين، وحبة البركة هتقضي على كل حاجة"، وهو ما اعتبره نوعا من التواكلية وليس تدينا حقيقيا، لأن الله تعالى قال "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".

 

وأشار أستاذ علم الاجتماع إلى أن البعض الآخر يعيش حالة من اللامبالاة، فهو لا يخشى الإصابة بالمرض ويستوي عنده الحياة والموت، فضلا عن خوفهم من حالة التنمر التي يواجهها المصابون بكورونا الآن، إلى جانب خوف البعض من قطع لقمة عيشهم.

الجريدة الرسمية