رئيس التحرير
عصام كامل

فضل ليلة القدر والأيام العشرة الأخيرة من رمضان

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ما هو فضل الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، ولماذا تسمى ليلة القدر وما منزلتها في الإسلام وما الواجب نحوها؟

 

ورد هذا السؤال فى الجزء الثانى من كتاب "فتاوى الإمام عبدالحليم محمود" لفضيلة الإمام الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق فيقول فضيلته:

 

في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان الفضل الذى في جميع أيام شهر رمضان، ثم هي تزيد علي هذا بأنها مظنة ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر.

 

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتهد فى العشر الأواخر ما لا يجتهد فى غيرها، إنه صلى الله عليه وسلم كان مجدا فى العبادة طوال حياته، ولكنه في رمضان كان يجتهد أكثر، ثم إذا حل العشر الأواخر يتفرغ إلى الله، عن السيدة عائشة رضوان الله عليها تقول: "كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الآواخر أحيا الليل كله، وايقظ أهله وشد المئزر، أى شمر عن ساعد الجد، وكان بكيانه كله نشاط واجتهاد فى العبادة".

 

اقرأ ايضا: لماذا يحرم الصوم مع العادة الشهرية للمرأة؟

 

ففيها أنزل القرآن الكريم، وقول سبحانه فى سورة البقرة: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}.

 

ويقول سبحانه فى سورة القدر: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْر (5)}.

 

وقد سمى القرآن الليلة التى نزل فيها ليلة القدر، أي ليلة الشرف والرفعة، ووصفها بأنها مباركة، ويقول الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.

 

وإذا نظرنا إلى القرآن الكريم فإننا نجد إنه لم يحددها، ولم يحددها الرسول صلى الله عليه وسلم تحديدا تاما، وإنما حددها على التقريب، فإنه صلوات الله عليه يقول فيما رواه البخارى ومسلم رضى الله عنهما: "تحروا ليلة القدر فى العشر الأواخر" أى فى العشر الأواخر من شهر رمضان، وتحروا أى إطلبوها بجد فى العبادة ، ثم يقرب الرسول الامر أكثر من ذلك فيقول فيما رواه البخارى " تحروا ليلة القدر فى الوتر من العشر الأواخر من رمضان" .

 

اقرأ ايضا: هل نقط الأنف وبخاخ الربو تبطل الصيام؟

 

وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"

 

ويقول الأمام الصاوي فى حاشية الجلالين: وأحسن ما يدعى به فى تلك الليلة العفو والعافية وينبغى لمن شق عليه طول القيام ، أن يتخير ما ورد فى قراءته كثرة الثواب ، كآية الكرسى فقد ورد أنها أفضل آية فى القرآن، وكأواخر سورة البقرة لما ورد: من قام بهما فى ليلة كفتاه..

 

وكسورة الزلزلة لما ورد: أنها تعدل نصف القرآن، وكسورة الكافرون لما ورد :أنها تعدل ربع القرآن، وكسورة الاخلاص: لانها تعدل ثلثه، وكسورة يس لما ورد: أنها قلب القرآن وأنها لما قرئت له، ويكثر من الإستغفار والتسبيح والتحميد والتهليل، وأنواع الذكر، والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم، ويدعو بما أحب لنفسه ولاحبائه أحياء وأمواتا، ويتصدق بما تيسر له، ويفظ جوارحه من المعاصى.

 

الجريدة الرسمية