رئيس التحرير
عصام كامل

رمضان.. شهر النور في ذاكرة أدباء مصر زمان

فيتو

لكل أديب وكاتب أو صحفي ذكريات خاصة عن شهر رمضان ومهما طال الزمن فما زالت هذه الذكريات في مخيلة الكاتب أو الأديب أو الصحفي ويظهر صدى هذه الذكريات في كتاباتهم وقد استطلعت مجلة الجيل عام 1960 بعضا من ذكريات هؤلاء الكتاب والأدباء.

 

قال الأديب علي أحمد باكثير (رحل 1969):

 

منذ أكثر من 30 سنة كنت كلما أقبل شهر رمضان المبارك تمثلت أمام عيني صورة هي من الخيال لكنها ثابتة في قلبي ويقيني أكثر من أي حقيقة أخرى ملموسة، هذه الصورة هي صورة موكب يعبر الزمن ويخترق اللانهاية ويدور في الفلك حيث يتم دورته كل عام في مطلع هذا الشهر الكريم.

 

موكب عظيم يتلألأ بنور الله ويتضوع بأنفاس الفردوس وتظله الملائكة وتنظمه ملايين الملايين من الصائمين والصائمات من أمة محمد.

 

وقال محمد حسن الزيات:

من لم يشهد رمضان في حي الحسين أو السيدة زينب وأمثالها من الأحياء الشعبية القديمة لم يشهده في قداسته المهيبة وجلالته الباهرة، ففي تلك الأحياء يشهد تجمعات الناس في الشوارع والمقاهي ورغبتهم في الاستمتاع بكل لحظة من الشهر الكريم.

 

شيخ الصحفيين حافظ محمود قال:

كنت أجتمع مع أصدقائي في قهوة المعلم "شلاطة " وهي خلف المسجد الزينبي مباشرة وهي مقهى شبيهة بمقاهي الحسين يحوطها المجاذيب بطراطيرهم، في هذه المقهى كنا نبحث في فترة ما بين الإفطار والسحور مشاكلنا المهنية أو أمور البلد.

 

وكان من رواد مجلسنا كامل الشناوي وعبد الرحمن الخميسي وصديقنا خفيف الظل فكري أباظة، ومجلسنا بالمقهى يماثل مجلس القافية بالفيشاوي.

 

الكاتب أنيس منصورقال:

هو شهر الطعام والشراب والسهر إلى الصباح والنوم بالنهار وينتهي إلى العيد بالكعك والبسكويت وزيارة القبور، أما رمضان الذي سمعنا عنه من أجدادنا وقرأنا عنه في الكتب القديمة فلا وجود له حتى إن المسحراتي الذي كان يوقظ الناس أصبح مسجلا في الراديو.

 

الأديب يحيى حقي قال:

عشت طول حياتي مهتما بالمناسبات الدينية وأهمها مولد الرسول وشهر رمضان وقد خرج من تفاصيل تلك المناسبات في مخيلتي روايتي (قنديل أم هاشم) فما أجمل القاهرة في رمضان.. المآذن مزدانة بوحوي يا وحوي الأنوار الملونة والابتهالات في كل مكان والأطفال تمرح بالفوانيس وهم يغنون.

 

وقال الأديب نجيب محفوظ:

إن ليالي رمضان لها ذكريات لا تمحى مهما مر من الزمن، كان رمضان فرصة للصغار من الجنسين للعب في الشارع وهم يحملون الفوانيس ويترنمون بأناشيد رمضان وهم يرددون (رحت يا شعبان جيت يا رمضان) ولأني كنت من أبناء الجمالية ثم العباسية فقد عشت الأجواء الرمضانية بجميع أشكالها والتي افتقدتها عندما كبرت.

 

ذكريات أهل الفن مع الصيام فى رمضان

 

الصحفي محمد التابعي قال:

كنا نجتمع في عشة صغيرة أملكها برأس البر أنا وسليمان نجيب وأم كلثوم وتوفيق الحكيم ويوسف وهبي وأحمد الصاوي محمد وغيرهم من الفنانين والصحفيين.

 

وفي شهر رمضان كان بيننا من يصوم ومن لا يصوم.. والوحيد بيننا الذي كان يداوم على الصلاة وأدء فريضة الصيام بانتظام هو سليمان بك نجيب.. لكنه كان في يومي السبت والأحد يتصل بالتليفون بمكاتب المراهنات في الإسكندرية ليسجل مراهناته في سباق الخيل.

 

الأديب عباس محمود العقاد قال:

رمضان هو شهر الإرادة وهو موعد معلوم من السنة كلها لترويض الجماعة أغنيائها وفقرائها على نظام واحد للمعيشة. تباركت يا شهر الصوم فما أقوى سحرك وجلالك.

الجريدة الرسمية